قد يرى البعض أن كل من يعمل في كرة القدم انتقل إلي طبقة الأثرياء ولكن واقع الأمر يؤكد أن هناك فئة (مطحونة) بمعنى الكلمة تبذل قصارى جهدها من أجل توفير الحد الأدني من الحياة الكريمة وهم فئة المدربين الذين يعملون في قطاعات الناشئين في كل ربوع مصر باستثناء عدد لايتجاوز أصابع اليد الواحد.
ويعاني معظم المدربين في قطاعات الناشئين لكرة القدم، من أزمات عديدة علي مستوى العمل داخل أروقة قطاعات الناشئين ولاتقتصر تلك الأزمات على النواحي المالية فقط والتفاوت الكبير فيما يتقاضاه مدرب الناشئين عن المدرب بالفريق الأول.
رواتب المدربين في قطاعات الناشئين تتصدر المشهد خاصة أن هناك عدد قليل يكاد يعد على الأصابع بين الأندية التي تراعي وتوفر مرتب يليق بالمدرب في هذا القطاع الحيوي مثل أندية زد والأهلي وإنبي.
ويواجه عدد كبير من المدربين أزمة خانقة في توفر الرواتب وتأخرها فأكثر من نادي بالدوري الممتاز يشهد معاناة في توفير رواتب مدرب قطاع الناشئين فهناك قطاع ناشئين لأحد الأندية الكبرى لم تقم بصرف رواتب المدربين منذ شهر نوفمبر الماضي وهناك قطاع آخر لم يتقاضي مدربيه رواتبهم منذ ثلاث شهور ماضية والأمثلة عديدة.
ليس الأمر قاصرا على هذا وإنما يمتد إلى وقف الرواتب مع بداية شهر أبريل حيث تنتهي مرحلة البراعم وبعض فرق الناشئين وبالتالي فالنادي يمنحهم استمارة (6) انتظارا إلى بداية موسم جديد ….
وفي الآخر نقول لا نملك ناشئين
الكابتن علاء نبيل أحد أفضل من عمل في منصب رئيس قطاع الناشئين ومدرب المنتخب الوطني الأسبق يؤكد على وجود تلك الظاهرة باستثناء ثلاث أو أربع أندية والباقي يتعامل مع مدرب الناشئين بالقطعه بمعني ينتهي عمله مع نهاية الموسم في شهر ابريل وبالتالي يصبح تفكير المدرب في كيفية تأمين معاشه ومعاش أسرته في تلك الفترة التي يتوقف فيها عن العمل …
وأكد علاء نبيل أن هذا الأمر يفتح بابًا واسعا أمام المجاملات في اختيارات اللاعبين ليس هذا فحسب وإنما يمتد إلى علاقات بين المدربين وأولياء الأمور ثم إن تفكير المدرب في هذه الجزئيه الأهم في حياته يجعله مشغولا بها اكثر من تركيزه في العمل
وطالب رئيس قطاع الناشئين في نادي زد بضرورة ان تكون عقود مدربين الناشئين والبراعم سنوية تبدأ من أول يوليو وتنتهي في 30 يونيو وان تكون تلك الرواتب تتناسب مع المهمة الملقاة علي عاتقهم لزيادة تركيزهم في العمل وهنا ستظهر المواهب الحقيقيه …..
مدربين يبيعون أعز ما يملكون ….
وفجر رئيس قطاع ناشئين لأحد أندية الدوري الممتاز رفض ذكر إسمه أن هناك مدربين تلجأ لبيع أغراضهم الشخصية من أجل العيش ومواجهات سبل الحياة خاصة مع عدم اهتمام إدارات الأندية بقطاعات الناشئين وتأخر صرف الرواتب من ناحية علاوة علي قلة المرتبات التي يتقاضونها في المقام الأول.
وأكد أن قطاع الناشئين يواجه أزمة كبيرة خاصة مع الاهتمام بالفريق الأول وعدم النظر بجزء ولو بسيط لقطاع الناشئين رغم أهميته في تزويد الفريق باللاعبين المواهب.
نجوم الغد في الكرة المصرية
وأضاف أن أزمات عدم الاهتمام بقطاعات الناشئين لاتتوقف بحسب عند رواتب المدربين المهضوم حقهم في الكرة المصرية،بل رواتب الاداريين واللاعبين علاوة علي عدم توافر أدوات للتدريب في بعض الأحيان مشددا أن النظرة لقطاعات الناشئين من جانب معظم الأندية لابد أن تتغير ويعاد الاهتمام بقطاعات الناشئين المصدر الأول لنجوم الغد في الكرة المصرية.
مدرب بالناشئين يبيع منقولاته
وشهدت الأيام الماضية اتجاه مدرب يعمل في أحد قطاعات الناشئين لبيع منقولات بيته ” عفش المنزل” بسبب أزمة مالية بسبب الرواتب .
مدرب الناشئين يبحث عن عمل إضافي
ويعد الشغل الشاغل للمدربين في معظم الأندية هو البحث عن أكثر من عمل اضافي للوفاء باحتياجاته الشخصية والأسرية بعد تدني الرواتب في العمل بقطاعات الناشئين، ويلجأ البعض للعمل في أعمال ومهن أخرى لا ترتبط بالرياضة ومنهم من يلجأ للعمل في أكاديميات خاصة لأشخاص أو تنظيم مجموعات تدريب خاصة للاعبين فيما يسمي (البرايفت) للوفاء بمتطلبات الحياة.
أبرز الأمثلة هو تواجد أحد رؤساء قطاعات الناشئين السابقين ومدرب قام بتدريب محمد صلاح خلال مرحلة الناشئين للعمل في أحد الأكاديميات الخاصة خلال الفترة الحالية ووهو ما يفسر الحال الذي وصلت إليه الأمور داخل دولاب العمل في قطاعات الناشئين لكرة القدم.
رواتب المدربين بالمظاليم حدث ولاحرج
وتعد رواتب المدربين العاملين في قطاعات الناشئين بأندية المظاليم باستثناء قلة من الأندية، تواجه شبح الانعدام والحياة الكريمة حيث أن هناك مدربين لايصل مرتبهم إلي ألف جنيه كمرتب شهري نظير العمل في تدريب فرق بطاع الناشئين وهناك آخرون يعملون بلا مقابل لعدم توافر الرواتب.
الإداريين علي خطى المدربين
ويعد الاداريين في قطاعات الناشئين هم الضلع الآخر الذي يواجه نفس الأمر من حيث انعدام الرواتب في بعض الأحيان وتأخرها من الناحية الأخرى فضلا عن انتهاء عمل الاداري والمدرب بنهاية الموسم والانتظار مدة ثلاث شهور في بعض الأندية من أجل الالتحاق بالعمل.
أزمات الدورات التدريبية
ولا تتوقف معاناة المدربين عن رواتبهم فقط بل الحصول علي الدورات التدريبية والرخص التدريبية باتت أزمة تلوح في الأفق خاصة مع ارتفاع أسعار الحصول علي الدورات التدريبية المحددة من قبل الاتحاد الافريقي لكرة القدم للدورات التدريبية من أجل استمرار وعمل المدرب في التدريب بصفة عامة.
وأصبح مدرب قطاع الناشئين مع وجود أزمة الرواتب مطالب بالالتحاق بدورات تدريبية تتكلف آلاف الجنيهات من أجل الاستمرار في تدريب كرة القدم.
حل أزمة مدربين الناشئين
ومن جانبه أكد الكابتن محمد حشيش نجم الأهلي السابق أن الأزمة الكبيرة التي تواجه المدربين بصفة خاصة في قطاعات الناشئين لكرة القدم تحتاج لوقفة وحل جذري من قبل إدارات الأندية.
وشدد حشيش في تصريحات خاصة أن مدرب الناشئين والبراعم عليه العبء الاكبر في امداد وإعداد لاعبين مميزين للفريق الأول بالنادي وأن مدرب الناشئين يساهم بشكل كبير في تكوين شخصية اللاعب الناشيء وتعليمه المهارات الفنية واللعب تحت ضغط الجماهير وغيرها من الأمور التي تنمي مهارات اللاعب ووضعه علي الطريق الصحيح.
وطالب حشيش أن يكون المدرب لديه الراحة والتفرغ والصبر من أجل أداء مهمته في افراز لاعبين موهوبين وأداء مهمته علي أكمل وجه وأنه لايعقل التفاوت الكبير في مرتبات مدرب الدرجة الاولي عن مدرب الناشئين رغم أن مهمة مدرب الناشئين اصعب من مدرب الدرجة الأولي بالنادي.
واستطرد:” ما ينفعش لاعب مدرب قام بتدريبه حتى وصل للدرجة الأولى وأفرز العديد من الأجيال للكرة ولاتوجد مقارنة بين ما يحصل عليه اللاعب والمدرب في الناشئين، مهمة اللاعب تننتهي مع الفريق الأول بعد سنوات بسيطة ولكن مهمة المدرب مستمرة في إعداد أجيال جديدة “.
وطالب حشيش إدارات الأندية بالبحث عن مداخيل لدعم ميزانية قطاع الناشئين وما هو ما يعني الاهتمام بالمدربين وقاعدة قطاعات الناشئين لانها تعد الضلع الهام في اعداد لاعبين سواء للأندية والمنتخبات في المستقبل.
وواصل بأن الأندية عليها عبء كبير ولكن عليهم التفكير في أبناءهم من قطاعات الناشئين وأن توفير حياة كريمة للمدرب واللاعب والإداري سينعكس بكل تأكيد علي تقدم قطاع الناشئين وتصعيد لاعبين مميزين ليس للنادي فقط بل الكرة المصرية بشكل عام.
وأضاف حشيش أنه يجب علي الأندية ضرورة إيجاد حل في فترة ما بين الموسمين والتي تمتد إلى 3 شهور وما يترتب عليها عدم عمل مدرب الناشئين وتوفير مقابل مادي حتى يستطيع تأهيل نفسه مختتماحديثه بأن الارتقاء بقطاعات الناشئين سيتعكس بعد ذلك علي المنظومة الكروية وتكوين قاعدة مميزة من اللاعبين الناشئين في جميع المراحل.
ونقدم لكم من خلال موقع (مصر24)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.