كولر يوجه التحية لجماهير الأهلي قبل مواجهة الهلال
أجرى مارسيل كولر المدير الفني لفريق الأهلي حوارا مطولا مع صحيفة نويه تسوريشر تسايتونج السويسرية.
وتحدث كولر عن العمل لأول مرة في بلد غير ناطقة بالألمانية وتغير نظرته للفرق العربية والإفريقية.
كما أشار كولر إلى أن الأهلي هو النادي الأنجح في القارة، وكيف يختلف المدير الفني عما عليه في أوروبا وتدخله لتأجيل السوبر الإفريقي بالإضافة لصعوبات لم يعتد عليها من قبل.
وجاء حوار كولر كالآتي:
وأجاب كولر في بداية حواره عن العمل لأول مرة في بلد غير ناطقة بالألمانية قائلا: “حصلت على عروض من فرق عربية وإفريقية في الماضي، ولم تكن اللغة المشكلة بالنسبة لي ولكن لم أكن أعتقد أن كرة القدم في هذه البلدان كانت متقدمة كما كانت في أوروبا”.
وأضاف “أنا أذكى الآن وعندما حصلت على عرض الأهلي الصيف الماضي اكتشفت النادي وأنه الأنجح في القارة ولديه أكثر من 60 مليون مشجع وشدني ذلك، كما أن المحادثات مع رئيس النادي كانت جيدة”.
وتابع “لازلنا نشعر بعواقب كارثة استاد بورسعيد قبل 11 عاما والتي تسببت في مقتل أكثر من 70 شخصا إذ لا يتم السماح لأكثر من 8 آلاف مشجع في الدوري، الملاعب ليس ممتلئة ولكن يظهر الكثير من تعصب المشجعين للنادي”.
وكشف كولر “تعصب المشجعين للنادي يجعل العمل أكثر صعوبة بالنسبة لي، إذا فزت بلقب، فإن المشجعين يطالبون باللقب التالي وبالكاد تحصل على راحة، وكلما حققنا نجاحا أكبر تقل قدرتي على الخروج في الأماكن العامة”.
وواصل “رأيت سيارات تقف في منتصف الشارع لينزل أشخاص يرغبون في التقاط صورة معي، أعتقد أن كل موظفين المطار يعرفونني الآن، لكن دائما هناك أشخاص جدد يرغبون في التقاط صورة معي، الأمر يبدو وكأنه في ظروف شبيهة بهوليوود”.
وأوضح “في الحقيقة أنا معتاد على ذلك نوعا ما، حتى في النمسا كان كثيرا ما يطلب مني المعجبون التقاط الصور، لكن في مصر هناك أبعاد أخرى”.
المدير الفني في مصر مختلف عن أوروبا
“المدير الفني في مصر له معنى مختلف عما هو عليه في أوروبا، وعليه المزيد من المهارات ويجب أن أتخذ الكثير من القرارات لذلك يتم التعامل معك تلقائيا باحترام أكبر”.
وكشف كولر “عندما أراد الاتحاد الإفريقي إقامة السوبر خلال وقت قصير، تدخلت مع رئيس النادي – محمود الخطيب – وقلت إن اللاعبين في حاجة لراحة بعد موسم طويل والآن ستقام المباراة في وقت لاحق”.
“أحب تلك المسؤولية الإضافية للمدير الفني، القرارت ضرورية ويتم مناقشاتها مع رئيس النادي وذلك يمكن أن يجعل الأمور أسهل”.
“ولكن ربما في ظروف أخرى يجعل الأمور أكثر صعوبة أيضا”.
صعوبات غير معتادة
“عليك دائما هنا توقع المفاجآت، يتم تأجيل المباريات أو بدء تشغيلها تلقائيا في وقت لاحق، بالإضافة أن درجات الحرارة الشديدة تجعل الحياة اليومية أكثر صعوبة، خلال النهار تزيد درجة الحرارة عن 40 درجة ويتم التدريب في المساء”.
“كما يصلي اللاعبون 5 مرات في اليوم ونأخذ ذلك في الحسبان ونؤجل الجلسة التدريبية 10 دقائق، علينا أيضا إعداد جدول خاص في شهر رمضان”.
“أعيش في فندق ولدي سائق، لا أعتقد أنني أستطيع قيادة سيارة هنا بنفسي، الأمر مختلف تماما ولا يمكن مقارنة حركة المرور في الطرق بتلك الموجودة في أوروبا، كل شخص يقود بالطريقة التي يريدها هنا”.
“أتنقل بين الفندق وملعب التدريب، لا أستطيع أن أتجول دون إزعاج، لم أر الكثير من القاهرة حتى الآن، زرت الأهرامات مرتين مع الأصدقاء وسيكون هناك الكثير لاكتشافه ثقافيا ولكن لسوء الحظ لم يحدث بعد”.
مواقف في ملاعب إفريقيا
“في السودان، أطلق المشجعون المنافسون – لنادي الهلال – علينا الغاز المسيل للدموع خلال التدريبات الأخيرة، سقطت قنبلة دخانية على الملعب من الخارج ولم نراها في البداية، اللاعبون المتواجدون منذ فترة طويلة كانوا يعرفون ما حدث ومنعونا من فرك أعيننا، كان علينا غسل أعيننا بالماء والتوقف عن التدريب ولم أمر من قبل بشيء كهذا”.
“في تونس أيضا لعبنا الافتتاح أمام اتحاد المنستير، كان الملعب صاخبا بالجماهير، أحرزنا هدف الفوز في الوقت المحتسب بدل من الضائع، وبالرغم أنها كانت المحطة الأولى في البطولة رأيت الزجاجات البلاستيكية تتطاير باتجاه الملعب”.
أما عن التعامل مع تلك المواقف أجاب “في البداية لم أكن معتادا على ذلك، لحسن الحظ كان هناك مضمار جري بين الملعب والمدرجات، لذلك رمي الزجاجات يكون بعيدا نوعا ما ومن السهل مراوغتها، بالإضافة إلى ذلك لدي دائما حارس شخصي بجانبي خلال المباريات”.
تغير مزاج الجماهير
“يمكن أن يتغير المزاج الإيجابي بسرعة إذا لم يكن هناك نجاح، حتى في ناديك”.
“هناك 18 ناديا يلعبون في الدوري، هذا الموسم تم استمرار مدير فني واحد فقط بجانبي طوال الموسم تقريبا، هناك أندية غيرت مدربها ثلاث مرات، الضغط من أجل الفوز هائل، وأنا أقوم بتحليل كل لعبة هنا بدقة أكبر من ذي قبل”.
“خسرنا بنتيجة كبيرة في دوري الأبطال خارج ملعبنا في جنوب إفريقيا، كانت واحدة من الهزائم القليلة هذا الموسم، ويتركك الناس تشعر بذلك، إذا فزت فالموظفون في فندقنا من مشجعي الأهلي يكونون ودودون للغاية معي ويرسمون لك ابتسامة، أما إذا خسرت فهم غير سعداء ويهربون مني”.
التجديد وتدريب سويسرا
“غبت عن التدريب لمدة عامين قبل انتقالي إلى مصر، مهمة التدريب شاقة وتجربتي هي أن فترات الراحة جيدة لإعادة شحن البطاريات”.
“عقدي مع الأهلي حتى صيف 2024، وهناك محادثات مع محمود الخطيب لتمديد التعاقد، الموسم في مصر لم ينته بعد فلا يزال هناك نصف نهائي الكأس وبطولة السوبر الإفريقي”.
“ليست لدي أي خطط أخرى في الوقت الحالي ولا أضع أبدا خطط ملموسة في مسيرتي المهنية، إذا تلقيت عرضا مثيرا للاهتمام أوقعه وأبذل قصارى جهدي للنادي، إذا أحببت مكانا فأنا أحب البقاء لفترة أطول، وإذا لم يعجبني فأنا أتحمل العواقب ولكن لا أفكر في أي مكان آخر أريد الذهاب إليه إلا فقط عند اختيار وجهتي لقضاء العطلة”.
“كان لدي دائما الاقتناع بأن تدريب منتخب بلادك هو أعظم شرف للمدرب حتى دخلت في هذا الموقف، كنت مديرا فنيا لمنتخب النمسا وبعد استقالة مدرب سويسرا حدثت مفاوضات معي، كان أمر رائع عندما تريد بلدك التوقيع معك، لكن شعوري الغريزي أخبرني أنني لم أنته من مشروعي في النمسا ولذلك رفضت العرض وهذا يؤلمني، ولكن بمجرد أن أتخذ قرارا لا أندم عليه”.
وقاد كولر الأهلي بداية من الموسم الماضي ونجح في التتويج بخمسة ألقاب مع الفريق.
وحصد كولر خلال موسم واحد ألقاب الدوري وكأس مصر ودوري أبطال إفريقيا وثنائية السوبر المصري بالإضافة للمركز الرابع في كأس العالم للأندية.