02:22 م
الخميس 09 فبراير 2023
كشف باحث ألماني عن الأسباب التي تؤدي إلى وفاة الرجال قبل النساء بنحو 5 سنوات في المتوسط على مستوى العالم.
وقال طبيب القلب أندرياس تسايير، من مستشفى جامعة فرانكفورت، لموقع “تاجس شاو” الألماني، إن السبب قد يكون فقدان بعض الرجال كروموسوم “Y” في جزء من خلاياهم مع تقدمهم في العمر، الأمر الذي يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.
وأضاف أن هذا النقص يؤدي إلى إصابة الرجال بأمراض عدة منها أمراض القلب والأوعية الدموية، والزهايمر والسكري وأيضا الأمراض التقليدية المرتبطة بالتقدم في العمر والشيخوخة مثل الضمور البقعي.
وأوضح الموقع أن الكروموسومات “X” و”Y” هي أجسام خيطية توجد في نواة الخلية الحية وتحمل المعلومات الوراثية، وفي الخلايا لدى النساء عادة ما يكون هناك اثنان من كروموسومات “X”، أما في الرجال فيكون لديهم كروموسوم واحد فقط “Y” وكروموسوم إضافي أيضا “Y”، لكنه يكون أصغر بكثير من الكروموسوم “X” ويضمن تطور الخصائص الجنسية الذكورية لدى الجنين. غير أن الكروموسوم “Y” ينقص لدى الرجال.
وأشار إلى أن هذه الطفرة معروفة لدى الأطباء منذ فترة طويلة، لكن ما تم اكتشافه مؤخرا هو انعكاسات ذلك على صحة الرجال.
وذكر أن فريقا من الباحثين في أمريكا أجرى تجارب على الحيوانات، وتمكن “من إظهار الدور المهم الذي يلعبه الكروموسوم “Y” في الصحة”.
وأظهرت نتائج التجارب بحسب مجلة “ساينس” العلمية، أن خلايا الدم التي لا تحتوي على الكروموسوم “Y” تسببت في حدوث التهابات لدى الحيوانات في القلب، والرئتين والكليتين أيضا.
وحتى الآن لم يتوصل العلماء إلى علاج لنقص الكروموسوم “Y”، ولا الطريقة التي يمكن منع نقصه في الخلايا لدى الرجال.
وفي 2018 كشف موقع fatherly أن الفجوة العمرية بين الجنسين ظاهرة حديثة نسبيا، فحتى عام 1850، كان للرجال والنساء نفس العمر المتوقع، بينما بدأت الفجوة تتسع بثبات منذ عام 1918.
ويبلغ متوسط العمر المتوقع عند الولادة لسُكان العالم 72 عاما في 2016 بحسب منظمة الصحة العالمية.
لكن عند توزيع هذا المتوسط بحسب النوع، حصلت النساء على 74 عاما وشهرين، بينما حصل الرجال على 69 عاما وثمانية أشهر.
وتلعب الهرمونات الذكورية دورا بارزا في معدلات الوفاة، فقبل أعوام قليلة، حلل الباحث الكوري هان-نام بارك تفاصيل سِجلات البلاط الإمبراطوري لأسرة تشوسون الملكية في كوريا في القرن التاسع عشر.
وفحص الباحث تفاصيل سِجلات 81 من “الخصيان”، أي الذين جرى استئصال خصياتهم قبل سن البلوغ.
وفوجئ بأن الخصيان عاشوا نحو 70 عاما مقابل متوسط 50 عاما فقط للرجال الآخرين في البلاط، بل إن ثلاثة من هؤلاء الخصيان احتلفوا بعيد ميلادهم المئة.
وتفيد دراسات أن أحد أسباب القصر النسبي لعمر الذكور يرجع إلى هرمون الذكورة، الذي يرتبط بمشاكل صحية خطرة منها ارتفاع نسبة الكوليسترول، إلا أنه لا يمكن إغفال وفاة نحو 287 ألف امرأة كل عام بسبب مضاعفات الحمل والولادة.
وحدد الباحثون عاملين رئيسيين لفجوة العمر بين الجنسين، وهما، أن الرجال يمارسون وظائف أكثر خطورة، وفي نفس الوقت لا يحصلون على الرعاية الصحية اللازمة، وتشمل الوظائف الأكثر خطورة قطع الأشجار وصيد الأسماك، والبناء وغيرها من المهن التي يهيمن عليها الذكور.
يضاف إلى ذلك بالتأكيد ضحايا الحروب وحوادث السيارات وعدد هؤلاء يؤثر بالطبع في نسبة الرجال الموتى.
كما أن الرجال أكثر عرضة بنسبة 50% من النساء للموت بأمراض القلب، والانتحار، كما أن سرطان البروستاتا هو ثالث سبب لوفاة الرجال.
