07:25 م
الثلاثاء 02 أغسطس 2022
كتب- وائل توفيق:
اتهم الشاعر إبراهيم عبد الفتاح منة عدلي القيعي بسرقة كلمات أغنيته “لو بإيدي” لتضمنها في أغنية كتبتها للفنان أحمد سعد “سيري بينا يا دنيا”، إذ كتب في أغنيته “لو بإيدي كنت أخبيكي في وريدي”، بينما كتبت “القيعي” ” لو بإيدي كنت أشيلك بين وريدي”.
وقرر “عبد الفتاح” اللجوء للقضاء للحصول على حقه في السطو الذي وقع على أغنيه “لو بإيدي”.
الشاعر إبراهيم عبد الفتاح ولد عام 1959، وحصل على بكالوريوس فلسفة، وكتب العديد من الأغاني للمطربين الكبار أمثال، علي الحجار ومدحت صالح وحنان ماضي وغيرهم، واستعان المخرج يوسف شاهين بأغنياته في فيلم “هي فوضى”، كما استعان بأغنياته خالد يوسف في فيلم “حين ميسرة”، وكتب أغاني عدة مسرحيات “عالم أقزام”، “آن الأوان”. وغيرها، كما صدر له دواوين شعرية منها “صورة جماعية للوحدة”، “شباك قديم”، وصدر له مسرحيات منها “الحصى والدوائر”، و “الجماجم الفاسدة” وغيرها.
وكتب إبراهيم عبد الفتاح أغاني أعمال درامية منها أفراح إبليس”، و “ناصر”، و” سلسال الدم 5″، و “للحب فرصة أخيرة”، و “الجبل”، وغيرها.
بخصوص السرقة الأدبية والوقائع التي حصلت مع الشاعر إبراهيم عبد الفتاح، والمشهد الغنائي المصري في الآونة الأخيرة، كان لنا معه هذا الحوار:
في رأيك..كيف يتجرأ مبدع ويمنح لنفسه الحق أن يسطو على منجز مبدع آخر؟
لا يسمح المبدع الأصيل لذاته أن يسطو على إنجاز الآخرين، لذا أنا أشك في موهبة أي شخص يسرق من مبدع آخر، وهناك أذكياء يجيدون السرقة بالحيلة، إذ يسرق سيناريو الأغنية مثلا أو الموضوع دون أن يسطو على كلمات الأغنية ذاتها “يعني ياخد الفكرة ويروحلها من زاوية تانية لكن هي الفكرة”.
أتذكر من سنوات، أغنية كتبتها للفنان إيمان البحر درويش بتقول “كوني وكوني زي ما تكوني ما دمت بعيدة عن كوني، وزي ما هنت في عيونك أكيد في عيوني هتهوني” فكتب شخص أغنية للفنان هاني شاكر كتب “كوني مهما تكوني مش هتبكي عيوني، ده إنت خارج كوني، مستحيل هتكوني”، فغالبا ما يقع الشخص السارق في فخ الصياغة الركيكة، ولا يمكن أن ينفعل مطرب بكلمات يخاطب بها حبيبته، تقول “إنت خارج كوني”، ماذا تعني؟”، هناك “لوي” للكلمات.
ما هي كواليس واقعة منة القيعي؟
منة القيعي كتبت ” كنت أشيلك بين وريدي”، هل “في حد بيشيل حد بين وريده يعني؟” هي “يشيله في وريده”، لذا أنا أشك في موهبة كل من يسطو على إنجاز شخص آخر.
هل اتخذت قرارا بشأن اللجوء للقضاء؟
بالطبع، وسيتولى المحامي أدهم العبودي القضية.
كيف ترى أزمة الشاعر عادل صابر مع الفنان أكرم حسني؟
تابعت الأزمة، وأرى أن الجملة التي سببت أزمة من الممكن أن ترد، لكن تناولها داخل السطر الشعري بنفس التفعلية، يتضح أن أكرم حسني نفسه لا علاقة بهذه الجملة، بمعنى، أن أكرم كتبت كلمات وأعطاه لمحمد منير باللحن، أو إنه أكرم يعمل من خلال ورشة وهذا وارد وليس فيه أدنى مشكلة، فأحدهم مثلا اطلع على ما كتبه عادل صابر فأخذ الجملة وغير كلمة بدلا من “الخراب” وضع كلمة “وجع”، هل معنى ذلك أن أكرم قدم جديد؟ لا طبعا، لم يقدم أي جديد، هذا سطو.
هل ترى أن ما وقع بشأن الشاعر عادل صابر سرقة؟
آه طبعًا، هناك مبدأ في الحياة والفن، اتق الشبهات، أنا شخصيًا إذا كتبت أغنية ووجدت أنها تتشابه مع أي أغنية أخرى، أتخلص منها على الفور، في إحدى المرات، أثناء المشي في الشارع كنت أتخيل موضوع أغنية وكنت أدندن “أنا بالنسبالك إيه؟”، فقرأت على أفيش كبير كُتب عليه “أنا بالنسبالك؟” ألبوم لأحد المطربات، فألغيت الفكرة تماما، لأنها نفذت قطعًا، لذا أحرص على اتقاء الشبهات، حرصًا على وجودي واسمي، كي لأ أثير أش شبهة أو أتعدى على شخص آخر، وهذا ما تعلمناه من أجيالنا، أن يكون لنا صوت وبصمة خاصة.
كيف ترى حال الأغنية المصرية حاليًا؟
الأغنية تتضمن عناصر عديدة، وبخصوص “الكلمة” لدينا للأسف أضعف عنصر في الأغنية هو كلماتها باستثناء أصوات قليلة من الشعراء حريصين على كتابة كلمات جيدة وجديدة، فأحيانا استمع لأغنية فتعجبني كلماتها فأحمد الله على وجود شعراء ومطربين حريصين على تقديم أغاني جيدة، لأنه لم يعد مهمًا في الوقت بالنسبة لنجوم كبار جدًا للأسف، المهم أن يقدموا “تيمة” أغنية تحفز الجمهور على الرقص، ويغنيها في الأفراح والحفلات، أي أغنية تشبه “المناديل” “استعمال للمرة الواحدة فقط”.
وهذه الأغاني عمرها قصير للغاية، أفاجئ بأن الجمهور لا يزال يردد كلمات أغاني عمرها يتجاوز 40 أو 50 عاما، أما الآن، هناك أغاني ينتهي عمرها في أشهر قليلة، لذا أعتقد أنه يوجد شعراء جيدين لكنهم قليلون، وللأسف المطربين والمنتجين يأخذون الشعراء لطريق ما يريده الجمهور بغرض الربح، ولا يوجد رهان على فكرة الفن الحقيقي واستمرارية.
من خلال متابعتك لأغاني الراب والمهرجانات.. كيف تقيم المشهدين من ناحية الكلمة واللحن؟
أتابع أغنية المهرجان والراب وتعجبني بعض الأغاني، الأزمة أن السائد والأغلب هو الرديء، لأن الجمهور يرى أنه من السهل أن يصنع أي شخص أغنية وتتغير حياته كلية، فيتجهون لصناعة أغاني في استوديوهات رخيصة للغاية وبإمكانيات بسيطة تُنشر على “اليوتيوب”، الحلم ليس خطأ، لكن الفكرة أن التقليد هو السائد، فنادرًا ما أجد أغنية تضمن فكرة وموضوع.
وأرى أن الأزمة تكمن في تطوير الكلمة واللحن والتوزيع، لأن المهرجانات نادرًا ما توزع موسيقيًا، حيث نسمع 3 أو 4 الآلات بتيمة رئيسة ثابتة تشبه ما قدمه شعبان عبد الرحيم، وأي “رص”.
كيف جاء تعاونك لكتابة أغنية “جزيرة غمام” للكاتب والسيناريست عبد الرحيم كمال والمخرج حسين المنباوي؟
كتبت أغنية بداية المسلسل “جزيرة غمام” واعتمدت على السيناريو، قرأته كاملًا، وتناقشت مع السيناريست عبد الرحيم كمال ومع المخرج حسين المنباوي، وبدأت في كتابة الأغنية، لا أستطيع الكتابة قبل الانتهاء من قراءة السيناريو، حتى لو قرأت معالجة العمل وفكرته، لابد أن أقرأ السيناريو.
وأتناقش مع الكاتب حول “المورال” العام للعمل أثناء الكتابة ربما يكون قد سقط مني أي منها، والمخرج في النهاية هو صاحب العمل، فأحيانا يكون لدية رؤية ووجهة نظر قد تتفح لدي آفاق “أنا أحب اسمع رأي الناس بيفرق كتير”.
هل اتفقت على أعمال جديدة للفترة القادمة؟
أعمل على مشروع موسيقي درامي ضخم، لم يحدث على ما أعتقد من قبل، ولو حدث يمكن أن يكون في فترة الثلاثينات أو الأربعينات، أتمنى أن يكون مهمًا، وبسببه أعتذر عن التعاون على أي عمل فني آخر.