أجرى المدير الفني للفريق الاول لكرة القدم بالنادي الأهلي، مارسيل كولر، حوارًا صحفيًا ضخمًا مع صحيفة “كيكر” الألمانية للحديث عن مشواره مع المارد الأحمر وكيفية التأقلم على الحياة في مصر.
وحقق كولر العديد من الألقاب مع الأهلي أبرزها دوري أبطال إفريقيا مرتين وكذلك الدوري المصري، السوبر المصري وسيشارك في بطولة كأس العالم للأندية 2025.
الحوار كان عبر النسخة الإلكترونية المشفرة من الصحيفة الألمانية، ولكن بطولات حصل على نسخة خاصة وإليكم تفاصيلها…
اقرأ أيضًا.. زكي عبد الفتاح لـ بطولات: كولر لديه أسباب لعدم قيد علي معلول في قائمة الأهلي
كيف تصف تجربتك كمدرب في مصر؟
أجاب: “مليئة بالإثارة، مختلفة تمامًا عن أوروبا، ولا يمكن مقارنتها بأي شكل من الأشكال، خلال العامين والنصف الماضيين، اكتسبت خبرات جديدة”.
على سبيل المثال، عندما تتذكر بداياتك في مصر، ما الذي كان عليك التكيف معه أولًا؟
أجاب: “القاهرة مدينة ضخمة تضم 22 مليون نسمة، لذا فإن الازدحام المروري لا يتوقف أبدًا”.
وتابع: “أقيم في فندق، وفي البداية كنت أعيش في فندق آخر بعيد بعض الشيء، مما جعلني أستغرق أكثر من ساعة للوصول إلى التدريبات، الآن، يستغرق الأمر خمس إلى عشر دقائق قط، وهو ما يجعل الأمور أكثر راحة بالتأكيد”.
ما الاختلافات الأخرى في الثقافة والحياة اليومية التي لاحظتها في مصر؟
أجاب: “ليس كل شيء منظمًا كما هو الحال في أوروبا، وأحيانًا يجب أن تتصرف وفقًا للحدس”.
وأضاف: “على سبيل المثال، يتعلق الأمر بالدين، حيث يتعين على اللاعبين أداء الصلاة خمس مرات يوميًا، مما يؤثر بطبيعة الحال على مواعيد التدريبات”.
واستمر: “إذا حددت موعدًا لاجتماع في الأهلي، ولم يحضر أحدًا (ضاحكًا)، فلا يمكن أن تأخذ الأمور بنفس الدقة كما تفعل في سويسرا أو ألمانيا، عليك أن تترك الأمور تسير بسلاسة”.
إذن، من الصعب تطبيق نظام صارم للعقوبات بسبب التأخير؟
أجاب: “ليس تمامًا، الآن، اللاعبون يلتزمون بالمواعيد، لكن إذا تأخر أحدهم لدقيقة واحدة لأنه كان يؤدي الصلاة، فلا بأس بذلك”.
كيف تشعر حيال الحياة في مصر؟
أجاب: “مرتاح جدًا، لكن هناك ضغط كبير، كرة القدم هنا لها شعبية كبيرة للغاية، ولدينا عدد هائل من المباريات، كل ثلاثة إلى أربعة أيام”.
وأضاف: “مشغول بكرة القدم يوميًا وحتى اللاعبون يكونون سعداء عندما يحصلون على يوم راحة، منذ أسبوعين أو ثلاثة، لعبنا مباراة في دوري أبطال إفريقيا في جنوب إفريقيا، واستغرقت رحلتنا نحو 14 ساعة، هذا أمر لا يمكن تصوره في أوروبا”.
وتابع: “إجهاد بدني هائل، لا نسافر هنا في درجة رجال الأعمال بمقاعد واسعة توفر الراحة، بل نستلقي على المقاعد ونحاول النوم بأي طريقة ممكنة، لكن اللاعبين معتادون على ذلك، ويتقبلونه، لذلك، كمدرب، عليك أن تكون متفهمًا إذا شعروا بالتعب أحيانًا أو واجهوا بعض الآلام العضلية”.
اقرأ أيضًا.. شوبير يحسم الجدل حول أنباء مفاوضات الأهلي مع مصطفى محمد
ما هو مستوى كرة القدم في مصر؟
أجاب: “الفرق الكبيرة، مثل الأهلي والزمالك وبيراميدز، تمتلك لاعبين مميزين، لكن على مستوى الشباب، هناك حاجة لمزيد من التطوير، خاصة النواحي التكتيكية، وهو أمر يتم التركيز عليه بشدة في أوروبا، لكنه لا يزال بحاجة إلى تحسين هنا”.
واستمر: “كذلك، جودة الملاعب ليست دائمًا مثالية، نلعب في استاد القاهرة، وهو أفضل ملعب في البلاد، لكن هناك خمسة أو ستة فرق أخرى تستخدمه أيضًا، أما الملاعب الأخرى، فعادة ما يكون العشب طويلًا وأقل جودة”.
لقد عملت لسنوات طويلة في سويسرا وألمانيا والنمسا بثقافات مختلفة هل واجهت صعوبة في تعديل أسلوب حياتك عند وصولك إلى مصر؟
أجاب: “زرت القاهرة لأول مرة عام 1988 عندما لعبنا هنا مع منتخب سويسرا، كان ذلك منذ زمن طويل جدًا، لكن عندما عدت قبل عامين ونصف، كنت أعرف بالفعل أنني بحاجة إلى التأقلم”.
وأضاف: “أحيانًا، أشعر بالانزعاج لأنني أعلم أن الأمور يمكن أن تكون أكثر تنظيمًا، لكن في النهاية، المصريون عاشوا هنا آلاف السنين قبل أن آتي، (ضاحكًا) لذلك، لا يحتاجون إلى كولر ليعيد ترتيب كل شيء من الصفر”.
حدثنا عن جوانب حياة المصريين كما عشتها في الفترة الماضية..
أجاب: “يوم الجمعة هنا بمثابة يوم الأحد في أوروبا، لذا تكون الأجواء أكثر هدوءًا، لكن عندما تصل خلال أيام الأسبوع، وتواجه حركة المرور لأول مرة، لا يسعك إلا أن تبتسم”.
واستمر: “الناس يجلسون في صندوق السيارة الخلفي دون أن يزعجهم ذلك، حتى الشرطة لا تعترض، ترى عائلات بأكملها على دراجة نارية خلف الأب، الأم وثلاثة أطفال بدون خوذات، ومع ذلك يبدو كل شيء طبيعيًا، في أوروبا، كل شيء منظم بشكل صارم، أما هنا، فهناك مساحة أكبر للناس ليكونوا كما هم”.
ما مدى أهمية كرة القدم في مصر؟
أجاب: “أدرك ذلك عندما أخرج إلى الشارع، عندما يكون هناك ازدحام مروري وأحاول عبور الطريق، يبدأ الناس في إطلاق الصافرات وينادون عليّ من النوافذ، في بعض الأحيان، يتوقف البعض تمامًا وينزلون من سياراتهم فقط لالتقاط صورة معي، والأمر المدهش أن لا أحد يعترض أو ينزعج من الانتظار (ضاحكًا) لتوقف الطريق”.
ما مدى شعبية منتخب مصر بين الجماهير؟
أجاب: “عندما يلعبون، يكون هناك حماس هائل، محمد صلاح هو الملك هنا، لا يمكنه حتى التجول في شوارع القاهرة للتسوق، (ضاحكًا) كذلك، عمر مرموش لاعب رائع”.
وتابع: “من المهم أن تمتلك مثل هؤلاء اللاعبين، لكن يجب النظر إلى الفريق ككل، ما لاحظته هو أن اللاعبين في مصر أكثر أنانية، وأحيانًا لا يكون اللعب من أجل الفريق والقتال من أجله أمرًا بديهيًا”.
كيف استقبلت الجماهير في مصر خبر انتقال عمر مرموش إلى مانشستر سيتي وهل يرتدون قمصانه أكثر الآن؟
أجاب: “لا، بالنسبة للكثيرين هنا، من الصعب حتى شراء قميص فريق، كثير من الناس يواجهون قرارات صعبة بين شراء قميص لفريق أو منتخب كرة قدم أو الطعام”.
هل تعتقد أن مرموش قادر على أن يصبح نجمًا عالميًا مثل صلاح؟
أجاب: “نعم، عمر مرموش لاعب رائع للغاية، يساعد فريقه بشكل كبير، انتقاله إلى مانشستر سيتي يضعه في مستوى مختلف تمامًا، سيكون من المثير أن نتابع تطوره هناك، أعتقد أنه يمكنه السير على خطى محمد صلاح”.
اقرأ أيضًا | جوارديولا: وجود عمر مرموش كان فارقًا.. ونسينا دورنا في آخر 25 دقيقة أمام آرسنال
أنتوني موديست، انضم إليك في الأهلي في 2023 قادمًا من بوروسيا دورتموند، كيف كانت تجربتك في العمل معه؟
أجاب: “معظم الفرق التي نواجهها في مصر وإفريقيا تدافع بتسعة أو عشرة لاعبين داخل منطقة الجزاء، لذا من الجيد امتلاك لاعب قوي في الكرات الهوائية مثله، لقد كان مفيدًا لنا أيضًا في الدفاع أثناء الكرات الثابتة، بشكل عام، ساعدنا بشكل احترافي كبير”.
