تحدث مارسيل كولر المدير الفني الجديد للأهلي عن مسيرته بشكل أكثر تفصيلًا، وكشف عن تجربته الشخصية مع عالم كرة القدم.
الأهلي أعلن عن تعيين كولر مديرًا فنيًا جديدًا للفريق خلفًا للبرتغالي ريكاردو سواريش.
وفي الجزء الأول من حوار كولر مع الموقع الرسمي للأهلي عن التحدي الأكبر مع الفريق والدعم المطلوب من الجميع.
والآن دعونا ننتقل لحواره في الجزء الثاني.
بدأ كولر حديثا قائلا: “بدأت بتدريب فرق الناشئين والصغار حين كان لاعبًا، وبعد اعتزال اللعب درّبت فريق ويل السويسري الذي كان يلعب في الدرجة الثانية، ثم انتقلت إلى سانت جالين السويسري وهناك حققت نجاحًا فاجأ الجميع”.
وأضاف: “سانت جالين حقق لقب الدوري مرة واحدة سنة 1904، ولكننا قدمنا مستوى رائعًا، ونجحنا في الفوز بالدوري للمرة الثانية في تاريخ النادي، وكانت مفاجأة، وقد تحقق هذا الإنجاز من خلال العمل المستمر؛ لأنني منذ كنت لاعبًا أعرف معنى أن تكون بطلًا، وأردت فعل ذلك مع سانت جالين، وقد حدث، وكان مفاجأة كبيرة”.
وأكمل: “أنا أحب كرة القدم، لذلك قررت الانتقال إلى ألمانيا؛ لأطلع على كل ما يتعلق بكرة القدم بشكل أكبر. في ألمانيا الحديث عن كرة القدم لا يتوقف، وكذلك الصحافة والجميع يتحدثون عنها، والملاعب مليئة بالجماهير، سواء في كولن أو في بوخوم، لكن سويسرا بلد صغير نسبيًّا، أما في ألمانيا فالبلد كبير، وهم أبطال العالم ولديهم شغف كبير بكرة القدم، لذلك هناك فارق كبير. حصلت على خبرة كبيرة هناك، ونجحت في اكتشاف لوكاس بودولسكي حين كان في الثامنة عشرة من عمره، ومن وقتها بدأ مسيرته الرائعة”.
وعن اكتشافه لوكاس بودولسكي: “لم أستطع الاستمرار في كولن لفترة طويلة، ولكن بدايتي معه كانت في نوفمبر، وخلال ذلك طلبت مني الإدارة متابعة الناشئين، وشاهدت أحد التدريبات، بالإضافة إلى مباراة لمنتخب ألمانيا للناشئين، سجل خلالها بودولسكي ٥ أو ٦ أهداف، لذلك قررت متابعته وتصعيده للفريق الأول. كان يتدرب بشكل جيد، وتحدثت معه كثيراً وكان يمتلك الموهبة. كان صغير السن ولكنه كان يتدرب بكل قوة ويقدم كل شيء، وقدم مسيرة رائعة سواء مع الأندية أو المنتخب الألماني، وما زلت على تواصل معه حتى الآن”.
وشدد: “متابعة الناشئين أمر مهم وضروري، ولكن ذلك يتوقف على الوقت؛ لأنه يجب التركيز أولًا على معرفة الفريق واللاعبين ومستوياتهم، ثم ننظر إلى اللاعبين الشباب ومتابعتهم من خلال التدريبات والمباريات”.
وعن تدريب ديفيد ألابا: “بعد سويسرا وألمانيا اتجهت للعمل مع منتخب النمسا. وكان يمتلك لاعبين بجودة عالية مثل ديفيد ألابا وماركو أرناوتوفيتش، وألكسندر دراجوفيتش، وغيرهم، ووجدت أن طريقتي كانت مناسبة جدا لهم، لذلك وافقت على الذهاب إلى هناك وقمت بتطوير أداء المنتخب، وقضيت هناك فترات رائعة، كانت ست سنوات سعيدة في النمسا”.
وعن الفارق بين الأندية والمنتخبات: “في الأندية أنت مسؤول عن كل شيء على عكس المنتخبات. في الأندية تحتاج لتجهيز اللاعبين بدنيًّا، وتلعب مباراة كل ثلاثة أيام، وتقوم بتحليل الفيديوهات الخاصة بالمباريات، وفي حالة الخسارة تكون هناك انتقادات مستمرة. العمل في الأندية مكثف بشكل أكبر على عكس المنتخبات. أما في المنتخب فاللاعبون يكونون في معسكر المنتخب لمدة ١٠ أيام، وتكون الجرعات التدريبية خلالها مكثفة، وبعد ذلك يعود اللاعبون لأنديتهم. في المنتخبات الوضع مريح، أما في الأندية فالعمل أكثر بكثير”.
واسترجع إنجازه الأكبر كمدرب: “كان شعورًا رائعًا حين تأهلت النمسا لكأس الأمم الأوروبية في ٢٠١٦ لأول مرة في تاريخها. كان هناك احتفالات كبيرة وكثيرة، لقد تأهلنا بشكل رائع ومثالي بتعادل وحيد والفوز في باقي المباريات، في آخر مباراة فزنا على السويد، وأنا سعيد بهذا النجاح مع النمسا”.
وتحدث المدير الفني الجديد للأهلي عن ذكرياته مع مصر وقال: “قمنا بجولة رائعة في الأهرامات حين واجهت مصر سويسرا عام ١٩٨٨، وكنت منبهرًا برؤية الأهرامات لكنها كانت رحلة قصيرة، وبعدها واجهنا مصر وفازت سويسرا بالمباراة ثم عدنا إلى بلادنا”.
وأضاف: “بكل تأكيد ستأتي زوجتي لزيارتي في القاهرة كل فترة، أما أبنائي فهم الآن كبار ولديَّ أحفاد أيضاً، وربما تكون هناك فرصة ليأتوا كلهم هنا لزيارتي في مصر”.
وأشار: “تركيزي كله سيكون مع الفريق. أحتاج للوقت لأتعرف على اللاعبين والنادي. أعتقد أن هذا الأمر سيحتاج للوقت، لكن إذا كان هناك وقت فراغ أحب زيارة الأهرامات مرة أخرى؛ لأنها أثر رائع وأحب زيارة هذا المكان كل فترة”.
وعن مواجهته كلاعب لـ دييجو أرماندو مارادونا: “واجهت مارادونا مرتين في مسيرته وكانتا رائعتين، كنت لاعبًا في خط الوسط، وفي لحظة تسلم مارادونا الكرة كنت أراقبه من الخلف مباشرة، وحين حاولت إبعاد الكرة ولمستها بقدمي اليسرى نجح مارادونا في مراوغتي، لكن كان من الرائع مواجهة لاعب عظيم مثله”.
كما يعشق الجوهرة بيليه: “في رأيي بيليه هو أفضل لاعب في التاريخ، لقد كنت من عشاقه منذ أن كنت صغيراً، خاصة حين حققت البرازيل لقب كأس العالم في عام ١٩٧٠ في المكسيك. لقد قرأت كتاب بيليه، وهو لاعب استثنائي وأنا من مشجعي الكرة البرازيلية”.
وأتم: “سعيد جدًّا بالتواجد هنا. لقد سمعت الكثير من الأشياء الرائعة عن النادي الأهلي، وأن جماهيره هي الأفضل. منذ وصولنا إلى المطار شعرنا بحب جماهير الأهلي لناديهم، حب يجري كالدماء في عروقهم. نشعر بذلك جيدًا، ونسعى لإسعادهم، ونأمل أن نراهم قريبًا في الاستاد، يساندون الفريق، ويدعمون اللاعبين؛ لنحقق النجاح”.