قال عدلي القيعي، رئيس شركة الأهلي لكرة القدم السابق، إن فكرة رحيل مارسيل كولر كانت خارج كل ثوابت وأحلام وأفكار النادي، مشيرًا إلى أن التغيير لم يكن واردًا بهذه الطريقة وفي هذا التوقيت، لكن أحيانًا تصل الأمور إلى مرحلة يكون فيها التغيير في مصلحة جميع الأطراف، ليس لوجود خلل لدى أحد، بل نتيجة إخفاقات في موسم غريب للغاية كان من الممكن أن يكون مليئًا بالانتصارات.
وأضاف القيعي في تصريحات تلفزيونية بفضائية “إم بي سي مصر 2”: “النتائج كانت تبشر بموسم عظيم، لكن خسارة السوبر الإفريقي بركلات الترجيح بعد التقدم، والخسارة أمام باتشوكا في كأس العالم للأندية، كانت محطات فاصلة، مباراة باتشوكا تحديدًا لا أزال أذكرها جيدًا، لأنها كانت ستفتح لنا الطريق للنهائي أمام ريال مدريد وجهًا لوجه، وهو ما كنا نحلم به”.
“كفاك مغامرة وإنزل لأرض الواقع”.. عدلي القيعي ينتقد كولر ويكشف أخطاء مدرب الأهلي
وتابع: “أعتقد أن كولر مر بعدة محطات مؤثرة منذ بداية الموسم أثرت على تفكيره، ولا أدعي امتلاكي لمعلومات مؤكدة، لكنني أربط الأحداث بالنتائج، قبل السوبر الإفريقي بخمسة أيام، احتفل الأهلي بالتتويج بالدوري، واحتفت الجماهير بكولر بصورة لم يحظَ بها أي مدرب من قبل، حيث امتلأت المدرجات بـ”تيفو” ضخم يحمل صورته، ربما ولّد ذلك داخله شعورًا بأن مكانته لا تهتز، ما انعكس لاحقًا على تصرفاته وأفكاره”.
وأشار القيعي إلى أن كولر أصبح يقدم أفكارًا مفاجئة للجماهير ولم يكن هناك حوار أو مناقشة واضحة معه، موضحًا: “تساءل الجميع لماذا لا يتم الحديث معه؟ ولماذا يصر على مفاجأتنا بأفكار غريبة؟”.
وأوضح القيعي أن رحيل كولر لم يكن قرارًا سهلًا، لكنه أصبح ضرورة، خاصة مع الموقف الصعب للفريق في الدوري، مؤكدًا أن الهدف الآن هو منح الجهاز الفني القادم فرصة للعمل بهدوء قبل كأس العالم للأندية دون ضغوط النتائج.
وأردف: “كولر أصيب بتغير في التفكير بسبب عدة محطات، منها السوبر الإفريقي، وأداء الفريق أمام صن داونز بالتراجع الغريب والدفاع، حتى ارتكب اللاعبون أخطاء كلفتهم المباريات”.
وأشار إلى أن مباراة العين الإماراتي شهدت بداية استعادة كولر لثقته، ولكن في ذات الوقت بدأ دور المترجم خالد الجوادي يظهر بشكل غير طبيعي داخل الفريق، وهو ما أثار علامات استفهام كبيرة، لاسيما بعد مغادرته بدون تأثير واضح على الفريق.
وضرب القيعي مثالًا بموسيماني، قائلاً: “موسيماني حين جاء كان مبهورًا بالجماهير وحقق نجاحات كبيرة، لكن بعد تجديد عقده تغيرت شخصيته، وبدأ يظهر عدم اهتمامه بالدوري المحلي، وأخذ فترات إجازة غريبة، مما أثر على الفريق في الدور الثاني، حيث كان الفريق يحرز الهدف الأول ثم يفقد اللقاء بسبب عدم الجدية”.
وأضاف: “الأمر تكرر مع كولر وموسيماني، إذ تم توقيع العقود معهما بشروطهما نتيجة رغبة جارفة من الجماهير، ولم يكن هناك أي شك من إدارة الأهلي في قدراتهما، لكن مع مرور الوقت ظهرت المشاكل”.
وأكد القيعي أن النادي الأهلي يحترم الرأي الفني للمدرب، ولكن القرار في النهاية ملك للنادي، موضحًا: “عندما تطلب مهاجمًا يجب أن تحدد المواصفات، ونحن نعرض عليك ثلاثة لاعبين تختار منهم، ولا يمكن قبول طلب لاعب من خارج الترشيحات بدون دراسة”.
وختم القيعي تصريحاته قائلًا: “كولر ظل يردد أن القائمة لا تضم لاعبين جيدين، في حين أن الأهلي يمتلك أعلى قائمة في إفريقيا، المشكلة تكمن في قدرة اللاعبين على التعاون والتنافس تحت السيطرة الفنية، ثقافة اللاعب مهمة جدًا، ويجب أن يتعلم اللاعبون القتال من أجل أماكنهم داخل الفريق، العدالة كانت سر نجاح كولر في موسميه الأول والثاني، لكنها غابت عنه في الموسم الثالث”.
