كشفت تقارير صحفية إسبانية، تفاصيل مثيرة فيما يخص علاقة المدير الفني لفريق برشلونة، هانز فليك، بحارس المرمى مارك أندريه تير شتيجن، في ظل الرغبة الشديدة للتخلص من الأخير.
ويسعى برشلونة إلى الاستغناء عن خدمات تير شتيجن والتعاقد مع حارس مرمى إسبانيول، خوان جارسيا.
ويرفض تير شتيجن مسألة الرحيل عن برشلونة، حيث يتمسك بالبقاء في النادي الكتالوني حتى نهاية عقده في يونيو 2027.
وذكرت صحيفة “سبورت” الإسبانية أنه من الصحيح أن علاقة تير شتيجن مع فليك لم تكن جيدة، وقد ساءت في الأسابيع الأخيرة من الموسم الماضي الذي قضى السواد الأعظم منه بعيدًا عن الملاعب بسبب إصابة قطع وتر الرضفة في سبتمبر.
وأوضحت أن فليك وتير شتيجن خاضا أول خلاف لهما عندما كان الأول مدربًا لمنتخب ألمانيا.
وتولى فليك مسؤولية تدريب منتخب ألمانيا في مايو 2021، ليحل محل يواكيم لوف، ووعد بإجراء إصلاح شامل للفريق من أجل العودة إلى طريق الفوز.
وعلى الرغم من الأداء الضعيف لـ مانويل نوير وكثرة الإصابات، وضع فليك ثقته العمياء في حارس مرمى بايرن ميونخ، وتجاهل تير شتيجن.
اقرأ أيضًا | بين لويس دياز ونيكو ويليامز.. برشلونة يحدد أولوية الهجوم في ميركاتو الصيف
وأصبحت علاقة هانز فليك ببعض وسائل الإعلام الألمانية، وكذلك مع تير شتيجن، متوترة للغاية، خاصة خلال كأس العالم 2022 في قطر.
ولجأ فليك إلى الاعتماد على خدمات مانويل نوير كونه يعرفه جيدًا عندما كان مدربًا لـ بايرن ميونخ، ومنحه ثقة كاملة، في حين ترك تير شتيجن خارج حساباته رغم أنه كان لاعبًا أساسيًا في برشلونة.
ورغم إشادة فليك بـ تير شتيجن في المباريات التي بدأها كأساسي، ولكن الحقيقة أنه كان يميل بشكل واضح وملحوظ نحو نوير.
وواصلت “سبورت” تقريرها بأن فليك كان يعلم جيدًا، عند وصوله إلى برشلونة، أن تير شتيجن هو حارس المرمى، وتحدثا في وقت مبكر قبل الموسم وكانت العلاقة سلسة، ولكن الإصابة أبعدت اللاعب عن معظم الموسم.
وعلى الرغم من كون تير شتيجن بذل قصارى جهده من أجل تقصير مدة غيابه عن الملاعب والعودة في أسرع وقت ممكن من أجل استعادة مركزه في حراسة المرمى، إلا أن فليك كان لديه خطة واضحة في هذا الصدد، وهي الإبقاء على فويتشيك تشيزني كحارس أساسي حتى يتم الانتهاء من كافة أهداف الفريق.
وبدأ تير شتيجن في استعادة إيقاعه، وبحلول نهاية أبريل كان متأكدًا من قدرته على المنافسة بنسبة 100 % وأبلغ فليك بذلك، ولكن الألماني أخبره بأن تشيزني سيستمر في دوره، ومن هنا انكسر شيء ما بينهما.
وتجاوز تير شتيجن الحدود بعدما صرح لصحيفة “بيلد” الألمانية بأنه حريص على اللعب ولا يمتلك الصبر للدخول إلى أرض الملعب، وهي كلمات حملت في طياتها رسائل إلى فليك، ولم تلق استحسانًا.
وفي الأيام التي سبقت مباراة إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا ضد إنتر ميلان، عانى برشلونة من الضغوط في محيطه بالنظر إلى قواعد يويفا، فلكي يتمكن تير شتيجن من اللعب في البطولة من جديد، يجب إلغاء تسجيل تشيزني.
وهنا كان قرار برشلونة حاسمًا والذي تمثل في عدم تغيير أي شئ في مركز حراسة المرمى، مع استمرار تشيزني في القيام بدوره، وأيد فليك ذلك الأمر بشكل شخصي، خاصة وأنه فضّل البولندي على حساب إيناكي بينيا في البداية، وبعد ذلك كرر الأمر على حساب تير شتيجن، وهي خطوة تكللت بالنجاح في النهاية، ولم يرغب في المخاطرة.
من جهة أخرى، لم يكن ذلك القرار مقبولًا بالنسبة لـ تير شتيجن، ولكن لم يكن أمامه سوى قبوله على مضض، ولم يعد إلى التشكيل الأساسي لـ برشلونة إلا بعدما حسم الفريق لقب الدوري.
وقرر فليك ذلك من أجل أن يتمكن تير شتيجن من التواجد رفقة منتخب ألمانيا في معسكر يونيو واللعب أساسيًا، ولكن شيئًا ما لكن يكن على ما يرام، حيث كان هناك توتر واضح في غرفة تبديل الملابس بين حارس المرمى والجهاز الفني.
وخلال الاجتماعات الأخيرة للموسم، بدأ فليك والمدير الرياضي، ديكو، في اتخاذ القرارات بشأن المشروع الجديد، وظهرت إمكانية استهداف التعاقد مع خوان جارسيا حارس إسبانيول، أو الانتظار لمدة عام آخر ومحاولة ضم ريميرو من ريال سوسيداد.
كانت رغبة فليك وضحة، إحداث ثورة في حراسة المرمى من خلال الاحتفاظ بـ تشيزني حيث إنه سعيد به حقًا، والتوقيع مع حارس جديد هذا الصيف.
وفكر برشلونة في البداية في إمكانية التعاقد مع جارسيا وإعارته لمدة موسم، قبل العدول عن ذلك وحسم الموقف بكون حارس إسبانيول سيكون الأساسي لدى بطل الدوري الإسباني، من استبعاد تير شتيجن من المعادلة.
وأكدت الصحيفة أن فليك يعتبر تير شتيجن حارسًا رائعًا، وكان من الممكن أن يكون أساسيًا، ولكن هناك حاجة إلى تغيير وتيرة اللعب داخل غرفة الملابس، ويبقى أن نرى ما إذا كان الحارس الألماني سيتقبل بهذا أم سيظل صامدًا عند موقفه.
ولكن تجدر الإشارة إلى إنه في حالة تعاقد برشلونة مع خوان جارسيا، سيكون من الواضح أن تير شتيجن لن يحصل على فرص لعب، رغم عقده المستمر مع الفريق.
