اعترف ألكسندر تشيفرين، رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، أن ما يحدث في غزة تجاه الشعب الفلسطيني يؤلمه كثيرًا، في حين تطرق إلى لافتة نهائي كأس السوبر الأوروبي والذي كان بين نادي باريس سان جيرمان وتوتنهام هوتسبير.
وأشار تشيفرين في تصريحات اليوم الأربعاء، أن ما حدث في نهائي السوبر الأوروبي من لافتة تدعم الشعب الفلسطيني، ليس لها علاقة بتغريدة نجم ليفربول، محمد صلاح تجاه حرب غزة.
محمد صلاح كان قد انفجر غضبًا تجاه وفاة لاعب منتخب فلسطين الساق، سليمان العبيد، عبر حسابه الرسمي في تويتر وانتقد طريقة الإعلان عن وفاته، في اعتراض واضح على سياسة جيش الاحتلال الإسرائيلي تجاه الشعب الفلسطين في غزة (لمطالعة التفاصيل من هنا).
اقرأ.. محمد صلاح مدافعًا عن زميليه السابقين في ليفربول: احترموا أبطال الدوري الإنجليزي!
وقال تشيفرين: ”انظروا، أولًا وقبل كل شيء، ما يحدث للمدنيين هناك أمر يؤلمني ويقتلني بشكل شخصي، لم أعد أرى هذه الأمور، من وجهة نظر أخرى، لست مؤيدًا لحظر الرياضيين، فماذا يمكن للرياضي أن يفعل لحكومته من أجل إيقاف الحرب؟ الأمر صعب للغاية، لقد تم حظر الفرق الروسية ويمتد الحظر لثلاث سنوات ونصف، الآن هل توقفت الحرب؟ لم تتوقف، لذا لا أعرف حتى الآن”.
وأضاف: ”علي أن أقول إنه في ظل الوضع في روسيا وأوكرانيا، كان هناك ضغط سياسي قوي للغاية، أصبح الضغط الآن من المجتمع المدني أكثر منه من السياسيين، لأن السياسيين، بطبيعة الحال، عمليون للغاية عندما يتعلق الأمر بالحروب والضحايا، لا أستطيع التنبؤ بما سيحدث، هناك نقاشات حول كل شيء، لكنني شخصيًا أعارض طرد الرياضيين”.
وأوضح: ”على سبيل المثال، قال اللاعب السابق ليوغوسلافيا، ديجان سافيتشيفيتش (الذي يشغل الآن منصب رئيس اتحاد كرة القدم في الجبل الأسود) إنه في عام 1992 عندما مُنعت يوغوسلافيا من المشاركة في بطولة أوروبا كان جميع اللاعبين ضد سلوبودان ميلوسيفيتش، كانوا جميعًا ضد النظام، وكان النظام غير ديمقراطي، ولكن تم طردهم، وبسبب العقوبات السياسية كانت النتيجة هي الكراهية ضد الغرب التي لا تزال قائمة”.
وأردف تشيفرين: ”في صربيا، على سبيل المثال، إذا ذهبت إلى استفتاء حول حلف شمال الأطلسي، فسيكون 80 % ضد ما يحدث، لذلك بالنسبة لي يجب أن تحاول الرياضة إظهار الطريق ولكن ليس بمنع الرياضيين من المنافسة ولكن لأكون صادقًا مرة أخرى، على سبيل المثال فيما يخص حرب روسيا وأوكرانيا كان لدينا رد فعل سياسي هستيري تقريبًا، كنا من بين الأوائل الذين تحركوا معتقدين حقًا أن الرياضة يمكن أن تساعد في وضع حد لهذه المأساة”.
واعترف: “للأسف، أظهرت لنا الحياة عكس ذلك، والآن لا أرى الكثير من رد الفعل من السياسة، من المجتمع المدني، الأمر هائل”.
وتابع: ”لا أفهم كيف يمكن لسياسي، قادر على فعل الكثير لوقف المذبحة في أي مكان، أن ينام ويرى كل هؤلاء الأطفال والمدنيين القتلى، هل الفكرة أن كرة القدم يجب أن تحل هذه المشاكل؟ مستحيل”.
وواصل: ”لدينا مؤسسة تابعة للاتحاد الأوروبي لكرة القدم للأطفال، لسنا نعيش على كوكب آخر، نحن نعيش في هذا العالم، وعندما ترى أطفالًا يموتون في جميع أنحاء العالم بسبب سياسيين متهورين، فإن هذه عبارة دبلوماسية إن جاز التعبير، من يعتقد أن عبارة أوقفوا قتل الأطفال والمدنيين هي رسالة سياسية فهو أحمق، في رأيي”.
واستطرد: ”إنه لأمر فظيع أن يموت الأطفال بسبب مصلحة سياسية، يموتون جوعًا، مثلًا محمد الذي كان يسلم الميداليات معي في كأس السوبر، فقد والدته ووالده وأصيب بجروح بالغة، لم أرى طفلاً يعانقني بمثل هذا الحماس، إنه بحاجة إلى الحب ولا يحتاج إلى قنبلة أخرى على رأسه بسبب مصلحة سياسية لذا فالأمر بعيد كل البعد عن السياسة”.
واستكمل: ”ولكن من وجهة نظر أخرى كما تعلمون، السياسة في كل مكان، عندما تظهرون علمكم تجاه دعم القضية الفلسطينية فهذه سياسة، لكننا لا نتدخل في السياسة، ولن نقول إن قتل الأطفال أو المدنيين في أي مكان أمر جيد، علينا أن نقول إننا نحتقره وسنقوله دائمًا”.
وقال: ”ولكن هل تعلمون ماذا حدث في النهاية؟ تلقيت رسائل من المنظمة الشعبوية المتطرفة من إسرائيل مفادها أننا معادون للسامية لهذا السبب، في حين تلقيت من جماعات اليسار المتطرف والجماعات الداعمة للفلسطينيين رسائل أننا نتجاهل الأمر، لذلك كما تعلمون في كثير من الأحيان من الأفضل عدم القيام بأي شيء”.
وأكد: “ولكن إذا كان هناك أمر بهذا الحجم، أمر فظيع ومريع يؤرقني، لا أنا فقط، بل جميع زملائي، فلم يقل أحد في هذه المنظمة إنه لا ينبغي لنا القيام بذلك، لذا علينا أن نفعل الصواب”.
وعما إذا كانت تغريدة محمد صلاح لها تأثير في اللافتة التي ظهرت في نهائي السوبر الأوروبي، اختتم تشيفرين: ”لا، كانت فكرتنا، أستطيع أن أقول إنها كانت فكرتنا، كنا نفكر في ذلك لفترة طويلة”.








