أكد الدكتور عاطف عبد اللطيف، نائب رئيس جمعية مستثمري السياحة بمرسى علم وعضو جمعية مستثمري جنوب سيناء، أن قطاع السياحة المصري يقف على أعتاب طفرة غير مسبوقة، مدفوعًا بعدد من المشروعات القومية الكبرى التي تعيد رسم خريطة المقصد السياحي المصري، في مقدمتها افتتاح المتحف المصري الكبير، وتطوير منطقة الأهرامات، وطريق الكباش بالأقصر، إلى جانب تفعيل الترويج لمدينة العلمين الجديدة، والاهتمام المتزايد بالسياحة الشاطئية في مدن جنوب سيناء والبحر الأحمر.
وأوضح عبد اللطيف أن وصول عدد السائحين إلى نحو 18 مليون سائح خلال عام 2025 يمثل مؤشرًا قويًا على دخول السياحة المصرية مرحلة توسع حقيقية، مشددًا على أن هذه الطفرة تتطلب جاهزية كاملة لقطاع الطيران، باعتباره العمود الفقري لحركة السياحة الوافدة، حتى يتمكن من مواكبة هذا النمو وتحقيق مستهدف الدولة بالوصول إلى أكثر من 30 مليون سائح بحلول عام 2030.
وأشار إلى أن أسطول مصر للطيران يمثل الدعامة الأساسية لدعم المقصد السياحي المصري، لافتًا إلى أن تحديث الأسطول خلال السنوات الأخيرة، من خلال إضافة طرازات حديثة من عائلتي Airbus وBoeing مثل A320neo وA220 وB787، أسهم بشكل ملحوظ في تحسين كفاءة التشغيل وربط مصر بالأسواق العالمية. إلا أنه أكد في الوقت نفسه أن حجم الأسطول لا يزال بحاجة إلى التوسع المستمر لمواجهة المنافسة الإقليمية المتزايدة وزيادة الطاقة التشغيلية بما يتناسب مع الطلب السياحي المتوقع.
وشدد عبد اللطيف على أن الطيران يمثل ما يقرب من نصف قوة صناعة السياحة، موضحًا أن غياب الرحلات الكافية أو المباشرة إلى المقاصد المستهدفة يعني عمليًا توقف استجلاب السائحين. واستشهد بما حققته مصر للطيران من نجاح لافت خلال أزمة طائرات Airbus A320 المرتبطة بنظام ELAC، حيث حظي الأداء الاحترافي لفرق الصيانة والهندسة بإشادة دولية واسعة، بعدما تمكنت الشركة من فحص وتحديث البرمجيات خلال 8 ساعات فقط دون التأثير على انتظام التشغيل، في وقت عانت فيه شركات عالمية من توقف واسع لأساطيلها.
وأشار إلى أن هذا الإنجاز يعزز من مكانة مصر للطيران عالميًا، لكنه في الوقت ذاته يكشف حجم التحدي أمامها، في ظل امتلاك شركات إقليمية كبرى لأساطيل ضخمة، مثل طيران الإمارات والخطوط التركية والقطرية والسعودية، إلى جانب شركات الطيران الاقتصادي التي تعتمد على أساطيل حديثة وأسعار تنافسية لجذب السائحين من مختلف الأسواق.
وأكد عبد اللطيف أهمية الطيران الشارتر في دعم السياحة الشاطئية إلى مدن الغردقة وشرم الشيخ ومرسى علم، خاصة من أسواق أوروبا الشرقية ووسط أوروبا، حيث يعتمد السائح على برامج الباقات الشاملة، مشددًا على أن تعزيز هذا النوع من الطيران وفتح خطوط جديدة سيكون له أثر مباشر على زيادة أعداد السائحين.
كما لفت إلى أهمية الأسواق الآسيوية الواعدة مثل الصين والهند وكوريا وماليزيا وإندونيسيا، داعيًا إلى فتح خطوط مباشرة أو عقد تحالفات تشغيل مشتركة لجذب هذه الأسواق ذات الكثافة السكانية والقدرة الشرائية المتنامية.
وأوضح أن مستقبل الطيران العالمي يتجه بقوة نحو التكنولوجيا الحديثة، مثل الطائرات الكهربائية و”التاكسي الطائر”، معتبرًا أن إدخال مثل هذه التقنيات في المدن السياحية المصرية سيمنح السائح تجربة أكثر تطورًا وسرعة، ويعزز القدرة التنافسية لمصر على المدى الطويل.
وأكد أن الدولة المصرية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وفرت بنية تحتية قوية تدعم هذا التوجه، من خلال إنشاء وتطوير مطارات جديدة مثل سفنكس والعلمين وبرنيس والعاصمة الإدارية وسانت كاترين، إلى جانب تطوير مطارات شرم الشيخ والغردقة والأقصر وأسوان، فضلًا عن شبكة الطرق القومية الحديثة التي حسّنت الربط بين المقاصد السياحية.
وأشار كذلك إلى ضرورة زيادة الربط الجوي الداخلي بين المدن السياحية، موضحًا أن ضعف هذا الربط يؤثر سلبًا على تجربة السائح ويحد من قدرته على زيارة أكثر من مقصد داخل الرحلة الواحدة.
وشدد على أن تطوير أسطول مصر للطيران، وتوسيع شبكة الرحلات، ودعم الطيران الشارتر، وفتح الأسواق الآسيوية، ومواكبة التكنولوجيا الحديثة، إلى جانب جهود الدولة في تطوير البنية التحتية، تمثل منظومة متكاملة قادرة على تحويل مصر إلى مركز إقليمي رائد للطيران والسياحة، وتمهيد الطريق لتحقيق مستهدف 30 مليون سائح خلال السنوات المقبلة.








