علّق الإعلامي أحمد شوبير على الأزمات المتكررة داخل نادي الزمالك، موجّهًا انتقادات حادة لطريقة إدارة الملفات الرياضية والفنية، ومطالبًا بوقفة صريحة مع النفس بعيدًا عن شماعة التحكيم والمبررات الجاهزة.
وقال شوبير في تصريحات عبر برنامجه الإذاعي صباح اليوم الإثنين: “ربما آن الأوان أن تجلسوا مع أنفسكم جلسة صريحة، وأن تطرحوا الأسئلة بوضوح: ما هي مشكلاتنا؟ ما المشكلة الحقيقية التي نعيشها؟ هناك خوف دائم ومستمر من الجمهور ومن ردود أفعال الجمهور، نعم هذا موجود في كل مكان في العالم، لكن ماذا بعد؟”.
وأضاف: “إذا كنت أعاني مرضًا معينًا، ولدي مشكلة واضحة وتشخيصها ظاهر تمامًا، فهل أذهب لإجراء عملية جراحية لعلاج هذا الورم أو هذا الخُراج أو هذه المشكلة، كما يقول لي الطبيب، أم أظل طوال الوقت أبحث عن مبررات، وأقنع نفسي وأقنع الناس بأن المشكلة في أمر آخر؟ أخسر بطولة فأقول التحكيم، أخسر مباراة فأقول إدارة المسابقات، أو أقول إن هناك ظلمًا، أو ألوّح بالانسحاب من الدوري وترك كأس مصر وترك كل البطولات المحلية من أولها إلى آخرها؟”.
وتابع: “يا جماعة، نادي الزمالك منذ عام 2003 لم يقترب من بطولة أفريقيا، سواء شارك أو لم يشارك، منذ آخر مرة فاز بها على الرجاء في 2002 أو 2003 بهدف تامر عبد الحميد، لم يقترب من اللقب القاري، هل هذا أيضًا بسبب التحكيم؟ قف مع نفسك يا أخي، وانظر إلى المشكلات والأزمات الموجودة”.
واستكمل: “الزمالك في بطولة أفريقيا العام الماضي خسر من فريق يُدعى ستيلينبوش من جنوب أفريقيا، وهو فريق كان الزمالك قادرًا على الفوز عليه بفريقه الاحتياطي، ومع ذلك خسر وخرج من القاهرة، هل هذا أيضًا بسبب التحكيم؟ هذا أمر غير مقبول”.
وأشار: “في المباريات الأخيرة أمام الأهلي، كان التحكيم أجنبيًا، والزمالك خسر، فهل هذا أيضًا بسبب التحكيم؟ أنا أقدّم لك أمثلة من خارج أي إطار محلي، من خارج كل الأعذار”.
طالع أيضًا | تعليق قوي من شوبير على بيان النيابة العامة بشأن أرض الزمالك: “الأهلي نجح”
واستطرد: “إذا كنت قد أقنعت نفسك أن كل ما يحدث محليًا سببه ظلم أو تحكيم، فدعنا ننظر إلى الأرقام: انظروا إلى عدد بطولات الأهلي في الدوري، وعدد بطولات الزمالك، ثم نعود ونقول التحكيم؟ هذا غير معقول على الإطلاق”.
وتابع: “سأسأل سؤالًا واضحًا: سبق للزمالك أن تعاقد في موسم واحد مع 15 لاعبًا، وكان بطل الدوري في الموسم السابق، وكان معه مدرب اسمه فيريرا، الذي كانوا يطلقون عليه البروفيسير؟ ثم يأتي النادي فيستغني عن نصف اللاعبين ويرحل المدرب، هل هذا ذنب التحكيم، أم ذنب الإدارة الرياضية في مصر، أم ماذا؟”.
وأكمل مُبديًا دهشته: “مدرب عظيم يحقق بطولتين متتاليتين، ولاعبون يحققون البطولات ويكسرون الدنيا، ثم تذهب وتتعاقد مع 15 لاعبًا، لتكون النتيجة أن ثلاثة أرباع هؤلاء اللاعبين لم يشاركوا، ويبدأ الزمالك في الخسارة، واللاعبون الذين رحلوا كانوا أفضل ممن بقوا. ما الذي يحدث؟”.
واسترسل: “ألا تحسب الأمور بهذه الطريقة؟ حل مجالس إدارات الزمالك، والمشكلات الإدارية المستمرة، ما سببها؟ أليست صراعات داخل النادي؟ أليست جبهات داخلية؟ دعونا نتحدث بصدق، أنا محروق أكثر من بعض الزملكاوية أنفسهم”.
وأضاف: “لكن في كل مرة يتم توجيه الناس بعيدًا عن الحقيقة، ويقال لهم إن المشكلة في مكان آخر، رغم أن الحقيقة واضحة أمامنا، ثم تبدأ بعض الأصوات المحسوبة على الزمالك في التصعيد، فيرد عليهم بعض المنتمين للأهلي، وهم أذكياء، لأنهم يتركون الأزمة تتفاقم، وفريقهم يواصل الفوز. لماذا يحدث هذا؟”.
واسترسل: “لماذا، على سبيل المثال، تتعاقد هذا الموسم مع صلاح مصدق، وعبد الحميد معالي، والجفالي، وغيرهم، ثم في النهاية تقول لهم اخرجوا؟ لديك مستحقات متأخرة لمصدق، ولمعالي، وللجفالي، وعندما تعاقدت مع معالي قلت إنه أفضل ناشئ في المغرب، ثم لم يلعب، ذنب من هذا؟ ذنب المنافس؟ أم ذنب النظام؟ أم ذنب من لم يُحسن الاختيار؟”.
وشدد: “لا تذهب وتقارن بالأهلي الآن، لأن المنافس لديه إمكانيات، ولديه أموال، وسأرد على مسألة الأموال بوضوح، من يقول إن أشرف بن شرقي كان صفقة سيئة؟ أو إن فرجاني ساسي كان صفقة غير جيدة؟ لا أحد يستطيع أن يقول ذلك، لأن اللاعبين أبدعوا، والزمالك استفاد وفاز ببطولات بوجودهم”.
وأردف: “لكن في النهاية نعود ونلوم الرعايات، ونقول إن الأهلي يحصل على دعم أكبر، الأهلي يفوز ببطولات محلية وقارية وأفريقية، ويشارك في كأس العالم للأندية، ويعيش حالة استقرار كاملة دون هزات، طبيعي جدًا أن تأتيه رعايات وأموال، هذا أمر طبيعي”.
وأوضح: “ما الذي تريده إذًا؟ هذا هو المنطق، لا يمكن أن تظل طوال الوقت تخشى غضب الجمهور، فتقدّم له مبررات وحججًا وشماعات. اتركوا سلاح التبرير”.
واختتم: “والله العظيم، لا يوجد أجمل من الصراحة، قل: لدي مشكلة في كذا وكذا، العملية الجراحية صعبة، لكن سأجريها، وسأتعافى بعدها، وربنا يكرم، وتستقيم الأمور، وأنجح إن شاء الله، أما الاستمرار في المبررات والاتهامات، فلن يؤدي إلى شيء”.








