على مدار 68 عامًا من مشاركات منتخب مصر في بطولة كأس الأمم الأفريقية، ظل الجدل قائمًا حول جدوى الاعتماد على المدرب الأجنبي في قيادة “الفراعنة”، خاصة مع المقارنة الدائمة بين نجاح المدرسة الوطنية وتذبذب نتائج المدربين الأجانب في البطولة القارية.
وخلال 26 مشاركة سابقة، توزعت القيادة الفنية لمنتخب مصر بين مدربين وطنيين وأجانب، حيث قاد الفراعنة 10 مدربين أجانب ينتمون إلى 8 مدارس تدريبية مختلفة في أوروبا والأمريكتين، هي المجر، ألمانيا، ويلز، هولندا، فرنسا، الأرجنتين، المكسيك، والبرتغال.
بدايات أجنبية محدودة النجاح
رغم أن أول تتويج للمنتخب المصري جاء بمدرب وطني في نسخة 1957، إلا أن أول نجاح أجنبي تحقق في النسخة الثانية عام 1959، حين قاد المجري بال تيتكوس المنتخب للتتويج باللقب بعد الفوز على السودان في النهائي بالقاهرة، ليظل هذا الإنجاز أحد الاستثناءات القليلة في سجل المدربين الأجانب.
بعدها بسنوات طويلة، عاد اللقب لمصر تحت قيادة أجنبية للمرة الثانية والأخيرة عام 1986، عندما قاد الويلزي مايكل سميث الفراعنة للتتويج بالكأس على أرضهم، بعد الفوز على الكاميرون بركلات الترجيح في نهائي تاريخي باستاد القاهرة.
محطات الإخفاق والخروج المبكر
خارج هذين التتويجين، عانى المنتخب الوطني مع المدربين الأجانب في العديد من النسخ، حيث أخفق في استغلال عاملي الأرض والجمهور في نسخة 1974 تحت قيادة الألماني ديتمار كرامر، قبل أن يكتفي بالمركز الرابع في نسخة 1976 بإثيوبيا مع مواطنه بوركهارد بيب.
وتلقى الفراعنة صدمة تاريخية في نسخة 1988 بالمغرب، عندما ودعوا البطولة من الدور الأول لأول مرة تحت قيادة الويلزي مايكل سميث، ثم توقف المشوار عند الدور الثاني في نسختي 1996 بجنوب أفريقيا مع الهولندي رود كرول، و2000 بغانا ونيجيريا مع الفرنسي جيرار جيلي.
العصر الحديث.. وصافة دون تتويج
في السنوات الأخيرة، عاد الاعتماد على المدرب الأجنبي بعد غياب المدرب الوطني عن البطولة منذ 2010، حيث قاد الأرجنتيني هيكتور كوبر المنتخب في نسخة 2017 بالجابون ونجح في الوصول إلى النهائي، لكنه فشل في حصد اللقب.
وتكرر السيناريو مع البرتغالي كارلوس كيروش في نسخة 2021 بالكاميرون، حيث وصل المنتخب إلى النهائي مجددًا دون تتويج، بينما ودع المنافسات مبكرًا من ثمن النهائي في نسختي 2019 بمصر تحت قيادة المكسيكي خافيير أجيري، و2023 في كوت ديفوار مع البرتغالي روي فيتوريا.
أرقام تحسم المقارنة
إجمالًا، حقق منتخب مصر لقبين فقط في كأس الأمم الأفريقية تحت قيادة مدربين أجانب، مقابل خمسة ألقاب مع المدرب الوطني، ما يعكس تفوق المدرسة المصرية تاريخيًا في البطولة، خاصة في اللحظات الحاسمة.
ومع عودة القيادة الوطنية مجددًا عبر حسام حسن في النسخة المقبلة، تتجدد الآمال في استعادة الأمجاد، وسط قناعة جماهيرية بأن المدرب الوطني كان ولا يزال الأقرب لفهم شخصية اللاعب المصري ومتطلبات المنافسة الأفريقية.








