أكد الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، أن توطين صناعة المهمات الكهربائية يمثل ركيزة أساسية في استراتيجية الدولة لتحقيق أمن الطاقة واستدامة الشبكة القومية، خاصة في ظل الزيادة المستمرة في الأحمال والتوسع في المشروعات العمرانية والصناعية.
تعميق التصنيع المحلي ونقل التكنولوجيا الحديثة
وأوضح الوزير أن وزارة الكهرباء تعمل وفق رؤية متكاملة تستهدف تعميق التصنيع المحلي ونقل التكنولوجيا الحديثة، من خلال دعم المصنعين الوطنيين وتشجيع الاستثمار الصناعي الجاد، بما يضمن توفير مهمات كهربائية مطابقة لأعلى المواصفات القياسية العالمية، وقادرة على المنافسة في الأسواق الإقليمية والدولية.
وأشار الدكتور محمود عصمت إلى أن دعم الصناعة الوطنية لا يقتصر على تقليل الاعتماد على الواردات وخفض فاتورة الاستيراد، بل يمتد إلى تعظيم القيمة المضافة للاقتصاد الوطني، وخلق فرص عمل نوعية، وبناء كوادر فنية وهندسية قادرة على الابتكار والتطوير.
وأكد الوزير أن ما يشهده قطاع الكهرباء حاليًا من تطور ملحوظ ومعدلات نمو متسارعة هو نتاج شراكة حقيقية بين الدولة والقطاع الصناعي، مشددًا على أن الوزارة تدعم منظومة متكاملة للصناعات الكهربائية الوطنية، وليس كيانًا بعينه، مع الالتزام بتطبيق أعلى معايير الجودة والاختبارات الفنية لضمان كفاءة وأمان الشبكة القومية.
واكد على استمرار دعم المنتج المحلي وفتح أسواق جديدة أمامه، بما يعزز مكانة مصر كمركز إقليمي لصناعات الطاقة الكهربائية، ويخدم أهداف رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة.
يأتي ذلك في ظل توجه الدولة نحو تعميق التصنيع المحلي وتوطين الصناعات الاستراتيجية، يواصل قطاع الكهرباء لعب دور محوري في دعم الصناعة الوطنية وتوفير بدائل محلية للمهمات المستوردة، بما يسهم في تحقيق أمن الطاقة واستقرار الشبكة القومية، ويدعم خطط التنمية الشاملة والتوسع في المشروعات القومية داخل مختلف القطاعات.
قطاع الطاقة في تحقيق سبق صناعي يُعد الأول من نوعه داخل السوق بمكون محلي يتجاوز 70%
وفي هذا السياق، نجحت إحدى الشركات المصرية العاملة في قطاع الطاقة في تحقيق سبق صناعي يُعد الأول من نوعه داخل السوق المحلية، بإنتاج وتوطين صناعة موزع الجهد المتوسط (24 كيلو فولت) بنسبة مكون محلي تتجاوز 70%، وذلك استجابة لتوجيهات القيادة السياسية بتعميق التصنيع المحلي والتوسع في إدخال خطوط إنتاج جديدة لتلبية احتياجات المشروعات القومية وتصدير الفائض إلى الأسواق العالمية.
من جانبه، أكد المهندس عبد الرحمن شوقي ، أن التطور الكبير الذي يشهده قطاع الكهرباء والدعم المؤسسي المقدم للمستثمرين والمصنعين كانا الدافع الرئيسي لإقامة أحد أكبر مصانع المهمات الكهربائية في منطقة الشرق الأوسط بمدينة العاشر من رمضان ،وأوضح أن المصنع الذي خُصصت له استثمارات ضخمة، يستهدف إنتاج وتوطين قواطع الدوائر الكهربائية بنسبة مكون محلي تصل إلى 100%، مع خطة لتصدير 70% من إجمالي الإنتاج إلى الأسواق العالمية.
دخول الخدمة الفعلية في شبكة الكهرباء مارس الماضي
وأضاف شوقي أن المشروع يمثل امتدادًا لنجاحات سابقه، حيث نجحت بالفعل في تصنيع منتج استراتيجي آخر وهو موزع الجهد المتوسط، الذي اجتاز كافة الاختبارات العالمية المعتمدة (KEMA)، ودخل الخدمة الفعلية في شبكة الكهرباء المصرية منذ مارس الماضي، بنسبة مكون محلي تزيد على 70%.
وأشار إلى أن المصنع، المجهز بأحدث خطوط الإنتاج الآلية ومعدات الاختبار، سيعمل على توفير مهمات الجهدين المنخفض والمتوسط، إلى جانب الاستعداد لطرح منتجات استراتيجية جديدة، أبرزها بطاريات الليثيوم لتلبية احتياجات مشروعات الطاقة، فضلًا عن التوسع في محطات شحن السيارات الكهربائية.
وأكد أن يعتمد على أكثر من 300 مهندس وخبير مصري، مشددًا على أن استراتيجيتها تقوم على التكامل مع الشركات الوطنية وليس المنافسة فقط، بهدف دعم الصناعة المحلية وتحويل مصر إلى مركز إقليمي لصناعات الطاقة الكهربائية.
وفي تأكيد جديد على جودة الصناعة الوطنية، حصلت الشركة على شهادة اعتماد من الشركة القابضة لكهرباء مصر (EEHC)، بما يمنح منتجاتها الثقة اللازمة للعمل داخل مشروعات الكهرباء القومية.
وبموجب هذا الاعتماد، تمت الموافقة على لوحات الجهد المنخفض بقدرة 400 فولت وتيار رئيسي يصل إلى 4000 أمبير، وعلى رأسها طراز OMDB CB 4000A، للعمل في شبكات التوزيع والنقل، على أن يسري الاعتماد لمدة 3 سنوات اعتبارًا من 1 ديسمبر 2025.








