كتب : محمود الهواري
03:12 م
23/12/2025
كشف علماء في جامعة كاليفورنيا، بيركلي أن الفصول الأربعة “الربيع -الصيف -الخريف- الشتاء” غير متزامنة بشكل مدهش حول العالم.
وبحسب مجلة “Nature”، فقد أظهر البحث أن مجرد وجود مكانين في نفس نصف الكرة الأرضية أو على ارتفاعات متشابهة لا يضمن أنهما سيشهدان نفس التغيرات الموسمية في نفس الوقت، إذ حتى المناطق المتجاورة يمكن أن تتعرض لأنماط مناخية وبيئية مختلفة، ما يؤدي إلى تكوين بيئات مجاورة مختلفة تمامًا.
وبحسب العلماء فإن الأمر يشبه المناطق الزمنية بين نقطتين، لكن في هذه الحالة، تحدد الطبيعة حدودًا للأنماط الموسمية.
دراسة الأقمار الصناعية
باستخدام بيانات الأقمار الصناعية على مدى 20 عاما، أنشأ درو تيراساكي هارت وفريقه ما يوصف بأنه الخريطة الأكثر شمولا لتوقيت الفصول والنظم البيئية الأرضية.
وتحدد الخريطة المناطق العالمية التي تكون فيها الأنماط الموسمية غير متزامنة بشكل خاص، وغالبا ما تحدث حالات عدم التزامن في المناطق الساخنة للتنوع البيولوجي، مما قد يؤدي إلى زيادة التنوع البيئي عبر اختلاف أوقات توافر الموارد الطبيعية بين الموائل المجاورة.
تأثير عدم التزامن على النباتات والحيوانات
على سبيل المثال، قد يصل نوع ما في موطن معين إلى موسم التكاثر قبل أو بعد نفس النوع في موطن مجاور، مما يمنع التزاوج بينهما على مدى الأجيال ويؤدي إلى تطور نوعين منفصلين تماما.
مدينتا فينيكس وتوسون في ولاية أريزونا مثال حي، إذ لا يفصلهما سوى 160 كيلومترًا، ومع ذلك فإن دوراتهما المناخية السنوية تختلف اختلافًا جذريًا، مما يؤثر على الأنظمة البيئية لكل منهما.
الأمثلة العالمية للمواسم غير المتزامنة
أظهرت الخريطة الجديدة أيضا أن المناطق ذات المناخ المتوسطي في كاليفورنيا، تشيلي، جنوب إفريقيا، وجنوب أستراليا، تتميز بدورات نمو الغابات التي تبلغ ذروتها بعد شهرين تقريبًا من النظم البيئية الأخرى.
كما توضح الخريطة الاختلافات في مواعيد إزهار النباتات وجاهزية المحاصيل للحصاد، بما في ذلك مزارع البن في كولومبيا التي قد تختلف دوراتها حتى بين مزارع متقاربة جدًا.
البكتيريا المثبتة للنيتروجين في القطب الشمالي
في أكتوبر، كشفت عينات من الجليد البحري في المحيط المتجمد الشمالي عن وجود بكتيريا تثبيت النيتروجين غير الزرقاء (NCDs)، والتي قد تؤثر على الشبكة الغذائية البحرية وامتصاص ثاني أكسيد الكربون مع ذوبان الجليد بسبب تغير المناخ، بحسب لاسريمان، عالم البيئة الميكروبية البحرية بجامعة كوبنهاغن.
أهمية إعادة النظر في نماذج المناخ
توضح هارت أن النماذج الحالية التي تفترض فصولًا ثابتة لا تأخذ في الاعتبار التنوع الكبير لكوكبنا، مقترحًا أن هذا النهج له آثار مهمة في علم الأحياء التطوري، الحفاظ على البيئة، والزراعة، وحتى علم الأوبئة.








