كتب : محمود الهواري
02:37 م
26/12/2025
رصد علماء الفلك انفجار مزدوج لنجم يحتضر، قد يمثل أول “سوبر كيلونوفا” ترى في الكون، حيث انقسم النجم إلى قسمين ثم تصادما مرة أخرى، محدثين انفجارا هجينا لم يسبق له مثيل وأحدث تموجات في نسيج الزمكان وشكل بعضا من أثقل العناصر في الكون.
وتصل معظم النجوم الضخمة إلى نهاية حياتها بالانهيار والانفجار كمستعرات عظمى مطلقة في الكون عناصر مثل الكربون والحديد، بينما يحدث نوع آخر من الكوارث يعرف باسم كيلونوفا عندما تصطدم بقايا النجوم الميتة فائقة الكثافة والتي تسمى النجوم النيوترونية منتجة عناصر أثقل كالذهب.
ويبدو أن الحدث الذي تم تحديده حديثا وأطلق عليه اسم AT2025ulz يجمع بين هذين النوعين من الانفجارات الكونية بطريقة افترضها العلماء منذ فترة طويلة ولكن لم يلاحظوها من قبل، وإذا تم تأكيد ذلك فقد يمثل أول مثال على “سوبر كيلونوفا”، وهو انفجار هجين ينتج فيه جسم واحد انفجارين متميزين بنفس القدر من الدراما.
وقالت مانسي كاسليوال أستاذة علم الفلك في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في بيان لها “لا نعرف على وجه اليقين ما إذا كنا قد عثرنا على مستعر أعظم لكن الحدث مع ذلك مثير للدهشة” وتم تفصيل النتائج في دراسة نشرت في 15 ديسمبر في مجلة رسائل الفيزياء الفلكية.
ولفت AT2025ulz انتباه علماء الفلك لأول مرة في 18 أغسطس 2025 عندما سجلت أجهزة الكشف عن موجات الجاذبية التي تشغلها مرصد موجات الجاذبية بالتداخل الليزري LIGO ومقره الولايات المتحدة وشريكه الأوروبي Virgo إشارة دقيقة تتوافق مع اندماج جسمين مضغوطين، وبعد ذلك بوقت قصير رصد مرصد زويكي للظواهر العابرة في مرصد بالومار بكاليفورنيا نقطة ضوء حمراء تتلاشى بسرعة في نفس المنطقة من السماء.
وتشابه سلوك هذا الحدث إلى حد كبير مع سلوك GW170817 وهو الكيلونوفا الوحيد المؤكد الذي رصد في عام 2017 حيث يتوافق توهجه الأحمر مع العناصر الثقيلة حديثة التكوين مثل الذهب والبلاتين وبدلا من أن يخفت ضوء النجم AT2025ulz.
ويتوقع علماء الفلك عادة بدأ في الازدياد سطوعا مجددا وأظهرت عمليات الرصد اللاحقة من اثني عشر مرصدًا حول العالم بما في ذلك مرصد كيك في هاواي تحول الضوء نحو أطوال موجية أكثر زرقة وكشف عن بصمات الهيدروجين وهي سمة مميزة للمستعر الأعظم وليس الكيلونوفا.
وأشارت الورقة البحثية إلى أن تلك البيانات ساعدت الباحثين على تأكيد وجود الهيدروجين والهيليوم مما يشير إلى أن النجم الضخم قد فقد معظم طبقاته الخارجية الغنية بالهيدروجين قبل أن ينفجر ولتفسير هذا التسلسل المحير اقترح الفريق أن نجمًا ضخمًا يدور بسرعة انهار وانفجر كمستعر أعظم ولكن بدلا من أن يتشكل نجم نيوتروني واحد انقسمت نواته إلى نجمين نيوترونيين أصغر ثم دارت هذه البقايا الوليدة معا واصطدمت في غضون ساعات مما أدى إلى انفجار كيلونوفا داخل الحطام المتوسع للمستعر الأعظم.
وكتب الباحثون في الورقة البحثية أن التأثير المشترك هو انفجار هجين حيث يحجب المستعر الأعظم في البداية بصمة الكيلونوفا مما يفسر الملاحظات غير العادية وتدعم الأدلة المستقاة من بيانات الموجات الثقالية هذه الفكرة.
وأشارت الورقة البحثية الجديدة إلى أنه على الرغم من أن الإشارة لا تستطيع تحديد كتلة كل من النجمين النيوترونيين المندمجين بدقة إلا أنها تستبعد سيناريوهات يكون فيها كلاهما أثقل من الشمس.
ووجد الباحثون احتمالًا بنسبة 99% أن يكون أحد الأجسام على الأقل أقل كتلة من الشمس وهي نتيجة تتحدى الفيزياء النجمية التقليدية التي تتوقع ألا تقل كتلة النجوم النيوترونية عن 1.2 كتلة شمسية تقريبا.
ووفقا للبيان لا يمكن أن تتشكل هذه النجوم النيوترونية خفيفة الوزن إلا عند انهيار نجم يدور بسرعة فائقة وهو ما يتوافق مع السيناريو المقترح لـ AT2025ulz.








