36
أنهت البورصة المصرية عام 2025 مسجلة أداءً استثنائيًا جعلها تتصدر أسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في مفاجأة إيجابية للأسواق، مدعومة بموجة التفاؤل العالمية تجاه الأسواق الناشئة، بحسب تقرير حديث صادر عن مجموعة إي إف جي القابضة.
وأشار التقرير والتى حصلت ” مصر24” على نسخة منه إلى أن سوق الأسهم هو المستفيد الأكبر من هذه التطورات، حيث شهد ارتفاعًا ملحوظًا في السيولة واتجاهًا صعوديًا واضحًا خلال النصف الثاني من 2025.
وساهم تحسن سعر الصرف، إلى جانب عوامل محلية مثل الارتفاع الكبير في أسعار الأسمنت بعد تعديل نظام الحصص الإنتاجية، في دفع أسهم القطاع لقفزات قوية.
وأوضح التقرير أن تراجع الدولار الأمريكي أسهم في زيادة جاذبية الأصول المصرية عالية المخاطر، بينما ساعد انخفاض أسعار النفط على تهدئة المخاوف بشأن الحسابات الخارجية وتحسين توقعات التضخم، ما أسفر عن دعم قوي للأسس الاقتصادية للبلاد.
وأشار إلى أن ضعف الدولار كان دافعًا مباشرًا لتدفقات كبيرة على تجارة الفائدة (Carry Trade)، ما أدى إلى تحسن سعر صرف الجنيه مقابل الدولار، وعزز الثقة في الأصول المقومة بالجنيه إلى مستويات لم تشهدها منذ التعويم، كما أطلق موجة تراجع الدولرة التي استمرت حتى نهاية العام.
توقعات السوق خلال 2026
وتتوقع مجموعة هيرميس في أحدث تقاريرها استمرار السوق المصرية في تسجيل أداء قوي خلال عام 2026، مدعومة باستقرار الاقتصاد الكلي، ما يتيح نموًا متوقعًا في أرباح الشركات، مع تقديرات بنمو سنوي مركب للأرباح بنسبة 13% خلال العامين المقبلين.
كما توقعت استمرار تباطؤ التضخم، مما يمنح البنك المركزي المصري هامشًا للمضي قدمًا في دورة التيسير النقدي، مع توقعات بخفض أسعار الفائدة بنحو 600 إلى 700 نقطة أساس لتصل إلى 15% بنهاية 2026، إلى جانب توقعات باستقرار سوق الصرف، وهو ما سيدعم هوامش أرباح الشركات.
ورصدت هيرميس في تقريرها أداءً إيجابيًا للقطاعات الاستهلاكية ضمن نظرتها المستقبلية، مدعومًا بتعافي حجم المبيعات وتحسن الأوضاع التمويلية، مع اختيار شركة “إيديتا” للصناعات الغذائية كأفضل سهم، نظرًا لتعافي الطلب والتوسعات الإنتاجية، عند مضاعف ربحية جذاب يبلغ 11.3 مرة.
كما لا تزال المجموعة ترى أن أسهم البنوك جذابة، رغم توقعات خفض الفائدة، مستفيدة من تعافي الإقراض، مع ترشيح البنك التجاري الدولي وأبوظبي الإسلامي – مصر، إلى جانب كريدي أجريكول مصر الذي يتوقع أن يحقق عائد توزيعات يقارب 14% خلال 2026.
أما قطاع العقارات، فيواجه تحديات تتعلق بالقدرة الشرائية وارتفاع الفائدة، لكنها أوصت بمجموعة طلعت مصطفى القابضة لما توفره من تنوع بين العقارات والضيافة، واستفادة من انتعاش السياحة والتوسع الإقليمي.
وفي قطاع الأسمدة، حافظت “هيرميس” على نظرة محايدة، رغم توقع تحسن إمدادات الغاز، مشيرة إلى أن التقييمات وصلت لمستويات منخفضة، مع قوة مالية وتوزيعات نقدية مرتفعة للشركات.
بينما تتبنى الشركة نظرة حذرة تجاه أسهم الأسمنت، نظرًا لإجراءات الحكومة لزيادة المعروض، واحتمالات عودة الأسعار لمستويات طبيعية، إلى جانب المكاسب الكبيرة التي حققها القطاع خلال 2025، ما يقلل من فرص الصعود في العام المقبل.








