فوجئت على مدار الساعات الماضية بسيل من المكالمات الهاتفية لتهنئتي على أحقية نادي المقاولون العرب في الحصول لى تعويض مالي من الاتحاد الدولي لكرة القدم نظير مشاركة سيف الجزيري لاعب الزمالك في كأس العالم بعد أيام ورغم رحيل الجزيري عن المقاولون منذ موسم ونصف الموسم تقريبا إلا أنه وفقا لقواعد تعويضات الأندية التي أقرها فيفا فإنه يتم دفع مبلغ حتى لو كان زهيدا للأندية التي شارك بها كل لاعب لمدة عامين قبل المونديال.
وبالبحث والتدقيق في التواريخ نجد أن التهنئة في محلها والمقاولون يستحق بالفعل وهنا انتقلت للتفكير في أمور أخرى فرغم أن مبلغ التعويض ربما لن يصل لبضعة دولارات بالنسبة للمقاولون إلا أن الملف فتح باب مهم وهو كيفية التفكير في الأندية التي تعاني وتصرف المليارات من أجل تجهيز اللاعبين وهنا الفيفا أعلى سلطة كروية في العالم يبعث برسالة للجميع أن النادي صاحب حق.
وبالنظر لخطوات فيفا التي تنمو بطولة بعد الاخرى نجد أنه سيوزّع 209 مليون دولار في إطار برنامج توزيع الأرباح على الأندية وسيتم تعويض الأندية عن كل يوم بقى فيه أحد لاعبيها في بطولة كأس العالم، بما في ذلك أيام التحضيرات الرسمية كجزء من التزام الاتحاد الدولي لكرة القدم بتقدير مساهمات أندية كرة القدم في إنجاح بطولة كأس العالم.
وما يحدث حاليا دليل على أننا لا نتعلم وأن كرة القدم تدار لدينا بمنطق المصلحة والسبوبة ولا يلتفت أحد لمصلحة الأندية عصب المنظومة والتي يتكبد مسؤولوها الملايين دون خطوة لتعظيم مواردهم أو تعويضهم وعندما نطرح فكرة مثل تشفير المباريات وتوزيع عوائد محترمة على الأندية نجد لا مبالاة من المسئولين وهنا أطرح تساؤل على رؤساء ومسئولي الأندية ألم تتعرضوا لمعاناة لتوفير متطلبات انديتكم أم أن الأمور تشهد سهولة لديكم في توفير المتطلبات المالية ومتى سنتحد ونتفق على مصلحة المسابقات المحلية ومصلحة الأندية التي نديرها.
العشوائية والسبوبة أكبر خطر على الرياضة وكرة القدم ومن غير المقبول أن نشاهد بطولة الدوري المصري والتي من المفترض أنها الأهم في المنطقة دون رعاية محترمة او عقود بث تليق بالمسابقة وهو ما يصيبني بالدهشة والحزن والغضب لعدم وجود إرادة ورغبة لمناقشة أفكار التطوير سواء فكرة التشفير أو غيرها من الأفكار والعمل مرة واحدة من أجل رفع جزء من معاناة الأندية.