21
رغم إغلاق مؤشرات البورصة المصرية في المنطقة الحمراء بنهاية تعاملات الأسبوع الماضي، فإن أجواء التفاؤل لا تزال تسيطر على أروقة السوق، مع ترقب المستثمرين لاستئناف الصعود خلال الأسبوع المقبل نحو قمم تاريخية جديدة.
ويرى خبراء سوق المال أن التراجعات الأخيرة تُعد تصحيحًا مؤقتًا بعد موجة ارتفاعات قوية، مؤكدين أن قوة السيولة المحلية وتفاؤل المستثمرين بأداء الشركات الكبرى يدعمان النظرة الإيجابية للمؤشرات في المدى القصير.
وقال حسام عيد، خبير أسواق المال وعضو مجلس إدارة شركة كابيتال فايننشال القابضة للاستثمارات المالية، إن جميع مؤشرات البورصة المصرية أغلقت تعاملات الأسبوع بالمنطقة الحمراء، متأثرةً بعمليات جني الأرباح والتصحيح السعري للأسهم القيادية التي شهدت ارتفاعات قوية في الأسابيع الماضية.
وأوضح أن المؤشر الرئيسي EGX30 أنهى تعاملات الأسبوع على تراجع طفيف قدره 38.14 نقطة، بنسبة انخفاض 0.09%، ليغلق عند مستوى 40190.62 نقطة، متأثرًا باتجاه المؤسسات المالية الأجنبية نحو البيع وجني الأرباح من خلال إغلاق بعض مراكزها المالية بالأسهم القيادية، وهو ما انعكس سلبًا على أداء السوق ودفع المؤشر للتراجع بعد مكاسب صباحية محدودة.
وأضاف أن المؤسسات المالية المصرية والعربية اتجهت نحو الشراء وزيادة مراكزها المالية بالأسهم القيادية عند مستويات الدعم الرئيسية، مما ساهم في تقليص حدة الهبوط.
وتوقع عيد أن يشهد المؤشر الرئيسي خلال تعاملات الأسبوع المقبل حالة من الاستقرار أعلى مستوى الدعم عند 40000 نقطة، وهو ما قد يدفعه إلى الارتداد والصعود مجددًا نحو مستوى المقاومة 40800 نقطة وتحقيق قمم تاريخية جديدة، مدعومًا بعودة الزخم الشرائي للأسهم القيادية واستمرار اتجاه المؤسسات المالية نحو الشراء في ظل تفاؤل المستثمرين بتحسن مؤشرات الاقتصاد الكلي.
أما بالنسبة لمؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة EGX70، فأشار عيد إلى أنه أنهى تعاملات الأسبوع متراجعًا بمقدار 60.43 نقطة، بنسبة 0.50% ليغلق عند مستوى 12147.08 نقطة، متأثرًا بالأداء المتذبذب للأسهم الصغيرة والمتوسطة واتجاه المستثمرين الأفراد العرب نحو البيع وجني الأرباح، في حين اتجه الأفراد المصريون والأجانب إلى الشراء وزيادة مراكزهم المالية.
وتوقع أن يشهد المؤشر السبعيني خلال الأسبوع المقبل استقرارًا أعلى مستوى الدعم 12000 نقطة، ما قد يمهد الطريق أمام ارتداد صعودي لاختبار المقاومة عند 12400 نقطة، بدعم من عودة النشاط للأسهم الصغيرة والمتوسطة واستمرار عمليات الشراء بالقرب من مستويات الدعم.
وأكد عيد أن السوق ما زال يحتفظ بمقومات الصعود، خاصة مع استمرار قوة السيولة المحلية وتفاؤل المستثمرين بأداء القطاعات القيادية خلال الفترة المقبلة.
من جانبها قالت حنان رمسيس، عضو مجلس إدارة شركة الحرية لتداول الأوراق المالية، إن البورصة المصرية شهدت خلال تعاملات الأسبوع الماضي حالة من التباين الواضح في الأداء، مع اقتراب المؤشر الرئيسي من قمم تاريخية جديدة، إلا أن المؤشرات أنهت الأسبوع على تراجع طفيف نتيجة عمليات جني أرباح طبيعية.
وأوضحت أن نتائج الأعمال القوية التي أعلنتها العديد من الشركات، خاصة في قطاع الأغذية، كان لها أثر إيجابي في دعم التحركات، فيما اتجه المتعاملون نحو الأسهم القيادية في محاولة للاستفادة من الزخم الشرائي بالمؤشر الرئيسي.
وأضافت أن قطاعي مواد البناء والعقارات قادا السوق نحو الصعود خلال الأسبوع الماضي، ليسجل المؤشر الثلاثيني قمة تاريخية عند 40900 نقطة، متوقعة أن يستهدف المؤشر خلال الأسبوع المقبل مستوى 41500 نقطة بدعم من استمرار قوة السيولة وارتفاع قيم التداول.
وأشارت رمسيس إلى أن قطاع المقاولات ما زال من القطاعات الواعدة، مدعومًا بآمال إعادة الإعمار في المنطقة، فضلًا عن توزيعات الأرباح المجزية التي تمنح المستثمرين ثقة في السوق.
وعن أداء مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة، قالت إن المؤشر السبعيني يتحرك بشكل عرضي ومتذبذب في نطاق مقاومة عند 12200 نقطة ودعم عند 12100 نقطة، لافتة إلى أن الأداء لا يزال غير مبشر، لكنه قد يشهد تحسنًا تدريجيًا خلال الأسبوع المقبل مع تحسن شهية المخاطرة.
وأكدت عضو مجلس إدارة «الحرية لتداول الأوراق المالية» أن المناخ العام للسوق إيجابي، وأن القرارات الأخيرة المتعلقة بـ الإعفاءات الجمركية على الواردات من الصين قد تنعكس إيجابًا على عدد من القطاعات الصناعية، ما يعزز فرص الصعود مجددًا نحو القمة التاريخية.
وأكدت على أن هناك تفاؤل يسود بين المستثمرين بشأن استمرار المكاسب في العديد من الأسهم، مدعومًا بـ تدفقات سيولة قوية وتوقعات إيجابية لأداء السوق في المدى القصير.
وحققت البورصة المصرية أرباحا قدرها 48.6 مليار جنيه خلال الأسبوع الجاري، وأغلق رأس المال السوقي للأسهم المقيدة عند مستوى 2.891 تريليون جنيه، مقابل 22.84 تريليون جنيه.








