كتب : محمود الهواري
03:30 م
08/12/2025
في اكتشاف نادر حل لغزا طويل الأمد، عثر على 225 تمثالا جنائزيا داخل مقبرة في مدينة تانيس، عاصمة مصر القديمة في دلتا النيل.
وبحسب ما نقله موقع “sciencealert”، أوضح عالم المصريات الفرنسي فريدريك بايرودو، قائد بعثة التنقيب الفرنسية، أن هذا النوع من الاكتشافات لم يحدث منذ عام 1946، مشيرا إلى أن مثل هذه المقابر الملكية تعرضت للنهب على مر التاريخ، ما يجعل العثور على التماثيل في مكانها الأصلي حدثا استثنائيا.
وقد تم الاكتشاف المذهل في صباح يوم 9 أكتوبر، عندما بدأ الفريق في حفر الزوايا الثلاث الأخرى من القبر الضيق الذي يضم تابوتا ضخما بلا اسم.
وقال بايرودو: “عندما رأينا ثلاثة أو أربعة تماثيل معا، عرفنا على الفور أنها ستكون مذهلة”، مؤكدا أن استخراج التماثيل الصغيرة الخضراء بعناية استغرق 10 أيام، وتم ترتيبها على شكل نجمة حول جوانب حفرة شبه منحرفة وفي صفوف أفقية في الأسفل.
وتعرف هذه التماثيل الجنائزية باسم أوشابتي، وكانت مخصصة للخدم الذين يرافقون الموتى إلى الحياة الآخرة، وقد لاحظ الفريق أن أكثر من نصف التماثيل تمثل نساء، وهو أمر وصفه بايرودو بأنه “استثنائي للغاية”.
تقع مدينة تانيس في دلتا النيل، وقد تأسست حوالي عام 1050 قبل الميلاد كعاصمة للمملكة المصرية خلال الأسرة الحادية والعشرين.
وأوضح بايرودو أن المقبرة الملكية انتقلت إلى تانيس بعد أن تعرض وادي الملوك للنهب في عهد الفراعنة، بما في ذلك رمسيس الثاني.
ويحل الرمز الملكي الموجود على التماثيل المكتشفة لغزا طويل الأمد من خلال تحديد هوية الفرعون المدفون في التابوت، وهو شوشنق الثالث الذي حكم من 830 إلى 791 قبل الميلاد.
وأضاف بايرودو أن الاكتشاف “مذهل”، خصوصا أن جدران مقبرة أخرى في الموقع والتابوت الأكبر هناك تحمل اسمه، ما يطرح التساؤل حول سبب عدم دفنه في مقبرته المختارة.
وأشار بايرودو إلى أن عهد شوشنق الثالث، الذي استمر أربعة عقود، كان مضطربا، وشابته “حرب أهلية دامية بين مصر العليا والسفلى”، حيث تنافس العديد من الفراعنة على السلطة، ما قد يكون السبب وراء عدم دفنه في مقبرته الأصلية، أو ربما تم نقل رفاته لاحقا بسبب النهب.
وقال الخبير: “من الصعب أن نتخيل أن تابوتا من الجرانيت مقاس 3.5 متر × 1.5 متر كان من الممكن إعادة تركيبه في مثل هذا المكان الصغير”، مضيفا أن بعد دراسة التماثيل، سيتم عرضها في أحد المتاحف المصرية.








