أظهرت بيانات اقتصادية رسمية اليوم الثلاثاء أن معدل التضخم السنوي في إيطاليا انخفض إلى 1.1% خلال شهر نوفمبر، مسجلًا تراجعًا طفيفًا مقارنة بالشهر السابق، في مؤشر على تحسن استقرار الأسعار وانحسار الضغوط التضخمية في الاقتصاد الإيطالي.
وأفاد المعهد الإيطالي للإحصاء أن مؤشر أسعار المستهلك شهد انخفاضًا بنسبة 0.2% على أساس شهري خلال نوفمبر، مشيرًا إلى أن هذا التراجع يعكس انخفاض أسعار بعض السلع والخدمات الأساسية، بما في ذلك الطاقة والغذاء، إلى جانب تأثير التحولات الموسمية في الأسعار.
وأشار التقرير إلى أن انخفاض التضخم السنوي يعكس أيضًا استقرار أسعار السلع الصناعية والخدمات الاستهلاكية، وهو ما يشير إلى قدرة السياسات الاقتصادية والنقدية المتبعة في البلاد على احتواء الضغوط التضخمية، وتعزيز القدرة الشرائية للمواطنين الإيطاليين.
وأوضح المعهد أن التراجع في التضخم يمكن أن يؤثر بشكل إيجابي على السياسات المالية والنقدية للبنك المركزي الأوروبي، حيث قد يمنح السلطات مزيدًا من المرونة في تحديد معدلات الفائدة والسياسات الداعمة للنمو الاقتصادي، مع الحفاظ على استقرار الأسعار في منطقة اليورو.
كما أضاف التقرير أن انخفاض التضخم يساهم في تخفيف تكاليف المعيشة للمستهلكين، ويعزز القدرة الشرائية للأسر، ما قد ينعكس إيجابًا على الاستهلاك المحلي، ويحفز النشاط الاقتصادي، خاصة في القطاعات التي تعتمد على الطلب الداخلي.
ورغم هذا الانخفاض، أكد الخبراء الاقتصاديون أن الوضع لا يزال يتطلب متابعة دقيقة، لا سيما مع وجود مخاطر محتملة على مستوى الأسعار العالمية للطاقة والسلع الأساسية، والتي قد تؤثر مستقبلًا على معدل التضخم في الأشهر المقبلة.
ويُعد هذا الانخفاض في التضخم جزءًا من الاتجاه العام الذي شهدته إيطاليا خلال الأشهر الأخيرة، حيث تباطأت وتيرة ارتفاع الأسعار تدريجيًا، في وقت تعمل فيه الحكومة والبنك المركزي على تحقيق توازن بين دعم النمو الاقتصادي ومراقبة الأسعار، بما يسهم في استقرار الاقتصاد الكلي.
وتأتي هذه البيانات في وقت يشهد الاقتصاد الإيطالي تحولات مهمة في ظل التحديات الإقليمية والدولية، مع التركيز على استدامة النمو، وتحفيز الاستثمار، وتعزيز قدرة السوق على التكيف مع التغيرات الاقتصادية العالمية، بما يعزز من استقرار الاقتصاد الوطني.








