تتجه أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا إلى تسجيل انخفاض سنوي ملحوظ، على الرغم من تراجع مستويات المخزونات إلى معدلات أقل من المعتاد، في مؤشر يعكس التحولات الجذرية التي شهدها سوق الطاقة منذ اندلاع أزمة الغاز قبل أعوام.
وأوضح محللون أن تدفق كميات كبيرة من الغاز الطبيعي المسال إلى القارة الأوروبية أسهم في تهدئة المخاوف من نقص الإمدادات، وأعاد تشكيل توقعات السوق على المديين القريب والمتوسط، حيث تمكنت الدول الأوروبية من تنويع مصادرها وتعزيز قدراتها على استقبال شحنات الغاز عبر الموانئ ومحطات إعادة التغويز.
وأشار الخبراء إلى أن المنافسة المتزايدة على شحنات الغاز المسال عالميًّا دفعت الشركات الأوروبية إلى توقيع عقود طويلة الأجل وتوسيع بنيتها التحتية، في حين ساعدت سياسات كفاءة الطاقة وتراجع الطلب الصناعي نسبيًا في الحد من الضغوط على الأسعار.
وفي الوقت ذاته، حذر محللون من أن انخفاض المخزونات، إذا تواصل خلال فترات البرد القارس أو في حال وقوع اضطرابات غير متوقعة في الإمدادات، قد يؤدي إلى تقلبات مفاجئة في الأسعار، مؤكدين أن الأسواق لا تزال حساسة لأي تطورات جيوسياسية أو أعطال فنية في شبكات النقل.
ويرى مراقبون أن التجربة الحالية تعكس دروس أزمة الطاقة السابقة، إذ سارعت الحكومات الأوروبية إلى بناء احتياطيات استراتيجية وتحفيز الاستثمارات في الطاقات المتجددة، إلى جانب تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء لمواجهة أي صدمات مستقبلية.
ومع اقتراب نهاية العام، يتوقع المتخصصون استمرار المسار النزولي للأسعار مقارنة بذروتها في السنوات الماضية، مع بقاء الأنظار موجّهة إلى مسار فصل الشتاء والسياسات التي ستتخذها الدول لضمان استقرار السوق وتوازن العرض والطلب.








