04:16 م
الإثنين 12 سبتمبر 2022
قبل آلاف السنين، كانت الحمير كبقية الحيوانات تعيش في البراري والغابات، حرة طليقة بعيدة عن سيطرة الإنسان، فكيف تحول مصيرها لتصبح أكثر الحيوانات تحملا لخدمة البشر وسخافاتهم.
وكشفت دراسة دولية قادها باحثون من جامعة تولوز، أن الأفارقة كانوا أول من دجنوا الحمار، واستخدموه لأغراض النقل والتحرك، قبل الميلاد بـ 5 آلاف سنة، أي أن الحمار يعمل في خدمة الإنسان منذ نحو 7 آلاف سنة.
ومن أفريقيا، انتقل الحمار إلى أوروبا وآسيا. ويلعب الحمار منذ آلاف السنين دورا مهما كمحور للعمل في المزرعة، كما تحمل عبء الحركة لمسافات طويلة، خاصة عبر البيئات شبه القاحلة والمرتفعة.
ولفهم تاريخ تدجينه حتى يتمكن الإنسان من استخدامه، عملت الفرق في مركز الأنثروبولوجيا وعلم الجينوم في جامعة تولوز مع 37 مختبرا حول العالم لبناء وتحليل أكثر لوحة كاملة من الجينوم لهذا الحيوان تمت دراستها على الإطلاق، حيث تحتوي على جينومات 207 حمير معاصرين تعيش في جميع القارات، بالإضافة إلى 31 حمارا مبكرا و15 من الخيول البرية.
وفي الدراسة التي نُشرت في العدد الأخير من دورية “ساينس”، كشف الباحثون أن الحمار قد تم تدجينه لأول مرة في أفريقيا في عام 5000 قبل الميلاد، أي قبل أكثر من 7000 سنة من الآن.
وبعد 2500 عام فقط، تركت الحمير موطنها الأصلي في أفريقيا ووصلت إلى أوروبا وآسيا، حيث طور هذا النوع سلالات لا تزال موجودة حتى اليوم.
ومن خلال تحليل البقايا الأثرية، كشف العلماء أيضا عن أدلة على سلالة جينية غير معروفة سابقا للحمير عاشت في بلاد الشام قبل 2000 عام. علاوة على ذلك، يُعتقد أن تأثير هذه السلالة يمتد إلى ما هو أبعد من المنطقة، ولا يزال من الممكن العثور على أجزاء من تراثها الجيني في جميع أنحاء أوروبا حتى يومنا هذا.
ويقول الباحثون إن هذه الاكتشافات تدعو إلى عمليات تنقيب أثرية جديدة للعثور على المصدر الأولي للتدجين في أفريقيا، بالإضافة إلى تسلسل جينومات الحمير المبكرة الأخرى على ضفتي البحر الأبيض المتوسط، لفهم دور هذا الحيوان في تاريخ التجارة بين أوروبا بشكل أفضل وشمال أفريقيا.