كتب- محمود الهواري:
02:03 م
26/12/2025
تتحرك شركة OpenAI بخطوات مدروسة نحو بناء نشاط إعلاني خاص بها، في مؤشر على تغير محتمل في طريقة تحقيق الإيرادات من منتجاتها، وفي مقدمتها روبوت الدردشة الذكي ChatGPT، بعيدا عن الاعتماد الحصري على الاشتراكات والعقود التي تبرمها مع المؤسسات والشركات.
وبحسب تقرير نشره موقع “The Information” التقني، بدأت OpenAI استكشاف صيغ إعلانية وشراكات محتملة، مع نقاشات أولية حول إدراج إعلانات داخل الردود التي ينتجها الذكاء الاصطناعي أو بجانبها.
ومع أن هذه الخطوة ما زالت في مراحلها المبكرة، فإنها تشكل جزءا متزايد الأهمية من استراتيجية الإيرادات الطويلة المدى للشركة.
وتكمن أهمية هذا التوجه في كونه يفتح بابا لقناة إعلانية جديدة شديدة الالتصاق باهتمام المستخدمين، إذ تتيح للمعلنين الوصول إلى المستخدم في اللحظة التي يبحث فيها عن معلومة أو حل محدد.
ويضع هذا النموذج OpenAI في منافسة مباشرة مع شركات كبرى مثل جوجل وميتا، مع اختلاف جوهري في طبيعة التجربة الإعلانية وآليات قياس الأداء مقارنة بالإعلانات الرقمية التقليدية.
وفي المقابل، يثير هذا المسار تساؤلات حول ثقة المستخدمين ومستوى التفاعل، خاصة إذا لم تدار الإعلانات بحساسية عالية تحافظ على مصداقية الردود التي يقدّمها الذكاء الاصطناعي.
وتشير المعطيات إلى أن OpenAI تتعامل بحذر مع هذا الملف، سعيا لتجنب الإضرار بتجربة الاستخدام أو تقويض الثقة بنماذجها.
ومن المرجح أن تكون أي منتجات إعلانية مستقبلية خاضعة لضوابط صارمة في بدايتها، وأن تقدم بصيغة مفيدة أو ذات صلة مباشرة بالسياق، بدلا من الإعلانات الترويجية الصريحة.
ويأتي هذا التفكير في الإعلانات في وقت تواجه فيه الشركة تكاليف تشغيل مرتفعة وبنية تحتية باهظة الثمن، إلى جانب ضغوط متزايدة لتوسيع قاعدة الإيرادات.
ومع إعادة تشكيل الذكاء الاصطناعي التوليدي طريقة بحث المستخدمين عن المعلومات واكتشاف المنتجات، تبدو الإعلانات خيارًا منطقيًا ضمن أدوات النمو المتاحة.
وستكون المرحلة المقبلة حاسمة، خاصة توقيت الانتقال من التخطيط الداخلي إلى الاختبارات العلنية، وطريقة عرض الإعلانات، إضافة إلى رد فعل المستخدمين تجاه وجود محتوى إعلاني مدمج في إجابات الذكاء الاصطناعي، ومن المتوقع أن يحدث ذلك خلال عام 2026 المقبل.








